إذا كنت تسوق سيارتك في شارع، ثم وجدت (حفرية) لشركة من شركات (أحفر وأدفن) وبجانبها تحويلة ترابية مليئة بالغبار المتطاير والحفر المزعجة جداً، فهل عندها ستقول إن ذلك اهمال صريح من البلدية في إلزام مقاول الحفرية بسفلتة التحويلة من أجل راحة السكان والأهالي؟
ثم إذا وجدت إنارة مصابيح أعمدة الحي الذي تسكن فيه مطفأة ثم يستمر ذلك الخلل ليس لأيام أو أسابيع بل لعدة أشهر ( قل 5 ، 6 ، 8 أشهر) حتى في ظل البلاغات المتوالية من الأهالي فهل تقول حينذاك في نفسك إن هذا “تطنيش” حقيقي من البلدية؟
وإذا وجدت أن السفلتة التي فرح بها أهالي هذا الحي أو ذاك قد كانت عشوائية على طريق (أخبز وألبز) أسفلت فوق أسفلت فوق أسفلت (ثلاث طبقات) حتى صارت أبواب بعض البيوت (تحت) الشارع، بما في ذلك بوابات المدارس وغيرها .. فهل سنقول عندها في نفسك إن هذا عدم اكتراث من البلدية؟
وإذا رأيت حديقة في حيك، وأنها منذ 10 سنوات مجرد شجر يقف كالشبح يصارع الموت وحوله حالة واضحة من التصحر والأتربة المتطايرة في حين يمكن بقليل من الاهتمام أن يكون ذلك المكان حديقة غناء ولكن الأماني شيء والواقع شيء آخر، فهل ستقول في نفسك وقتها ان البلدية في واد واهتمامات الناس في وادٍ آخر؟
ما قلته هنا ليس مشروع فكرة لفيلم كوميدي يصلح لمسلسل (طاش ما طاش) مثلاً ولكنه حقيقة رأيتها ومازالت أرأها أمام عيني كل صباح ومساء وبالتأكيد يراها كثير من سكان جدة في رواحهم وغدوهم وهم يعيشون في مدينة كبيرة ذات ثقل اقتصادي وسياحي وسكاني.
الجانب التراجيدي في هذه الحكاية أن كل ما نقوله من مقترحات مثل هذا وغيره يذهب ادراج الرياح كمن يخاطب جداراً صامتاً أو يصبح في فلاة واسعة فلا العلاقات العامة والإعلام أو المتحدث باسم الأمانة يجيب ولا رئيس الفرع يردّ!!
وأخيراً هل من حقنا أن نسأل ببراءة هل في مقدور قسم المتابعة بوزارة الشؤون البلدية والقروية .. أن يسأل أمانات وبلديات المدن عن الملحوظات التي يطرحها الكتاب والصحفيون يومياً كمقالات أو تقارير أو تحقيقات؟ وإلى أي مدى هو عمل الوزارة في هذا الشأن قائم على الوجه الكامل ، بحيث يمكن تفعيل جانب المحاسبة باعتبار أن المرحلة التي نعيشها تحتاج إلى مثل هذا الإجراء تحقيقاً لتطلعات وتعليمات وحرص ولي الأمر, حفظه الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *