قيادة سيارة ـ وعي مروري = حادث مؤلم

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]

الحوادث المرورية تشكل استنزافاً بشرياً ومادياً يتمثل ذلك في الأعداد الكبيرة والمزعجة للإصابات التي يتعرض لها سائقو المركبات وركابها وأيضاً المشاة فضلاً عن الأضرار البالغة التي تتعرض لها الممتلكات العامة والخاصة. ولو دققنا النظر في الإحصائيات المتعلقة بنسبة الحوادث لوجدنا أرقاماً تثير القلق والرعب من جراء تفاقم الحوادث التي تتصاعد إلى الأعلى بحكم الزيادة الهائلة في أعداد السيارات والنهضة الضخمة التي تشكلها بلادنا في مجال الطرق، فضلاً عن أسباب أخرى رفعت المنحى المعياري للحوادث المرورية نحو الأعلى كالسرعة والتجاوز غير المسموح به، وعدم التقيد بالأنظمة المرورية وأيضا ضيق الطرق وكثرة المنعطفات ووجود الجمال السائبة والأمطار والضباب الذي يؤدي إلى انعدام الرؤية.
ولكي يتشكل الوعي الاجتماعي الخلاق لابد من تأصيل مثاليات السلوك في أصول القيادة لعدة اعتبارات أولها الضرورة الحياتية الهامة في استخدام السيارة والتي أصبحت وسيلة أساسية لا غنى عنها لجميع شرائح المجتمع وذلك بحكم مقتضيات ومعطيات الحياة العصرية، وكذلك التنامي الحضاري الكبير الذي تشهده بلادنا مع الزخم في وجود الوظائف الحكومية وتناثر المباني الحكومية والمراكز التجارية والمدارس وغيرها.
إذا نحن إزاء مشكلة تمتزج بالحياة اليومية وتتغلغل في ثنايا تفاصيل شؤوننا وشجوننا الخاصة بمعنى أننا لا يمكن الاستغناء عن هذه الوسيلة الحضارية (السيارة)، وحينما يتم التعامل مع الحادث المروري وحيثياته نجد أن الخطأ البسيط ينجم عنه حادث مروع تكون نتائجه وخيمة وخسائره فادحة سواء للأفراد أو المجتمع.. والاستمرار في النظر إلى تلك الأخطاء دون الوقوف والتأني وتحليلها تحليلاً علمياً وتشخيص أسبابها ووضعها تحت مجهر الدراسة العميقة يعني اجترار المشكلة دون الوصول إلى نتائج جيدة.
نحن أمام مشكلة قائمة تحتاج إلى حلول عاجلة وشاملة والمسؤولية لا تقع على رجال الدوريات فحسب بل هي مسؤولية جماعية تشمل الأسرة والمدرسة والجامعة والشارع والأندية.. فلا بد من التآزر والتعاون وصولاً إلى غرس سلوكيات مرورية لدى جميع شرائح المجتمع سواء قائد المركبة أو من يسيرون في الشارع تقع عليهم مسؤولية حماية أنفسهم من التعرض لأخطار الطريق كالتلكؤ أثناء العبور أو الانشغال في النظر بعيداً عن مواقع الخطر، فالوعي المروري أضحى أحد أهم متطلبات الحياة لأننا نتعامل مع السيارة على مدار الأربع وعشرين ساعة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل الوعي المروري يتحقق بأسلوب الردع والجزاء أم بأسلوب التوعية والإقناع؟
إذا اتفقنا على إجابة السؤال الأخير فقد يسوقنا هذا سؤال آخر.. ماذا حققت أسابيع المرور على مدار الأعوام السابقة؟
وإن كنا نتفق تماماً بأن الأسلوب التوعوي هو الأكثر تأثيراً بحيث يغدو سلوكاً نابعاً من الذات، نصل إلى نتيجة حتمية وهو تأصيل السلوك عن طريق التربية في المدارس بمختلف مراحلها بنين وبنات ليتم غرس هذا السلوك وزيادة جرعات الوعي وإدراك أهمية المواصلات وضرورتها للحياة المعاصرة.
هنا يتولد احترام وتقدير الأنظمة المرورية بحيث يكون ذاتياً يعكس المظهر الحضاري والسلوك المثالي الذي ينبغي أن نصل إليه وفي وقت قصير.
شكرا
شكراً لوزارة النقل التي أنجزت مشروع الطريق المزدوج الواقع بين مدينتي الطائف والباحة إذ كان الطريق في وقت سابق شبحاً بسبب كثرة الحوادث المرورية التي يتعرض لها عابروه، أما الآن وبعد التوسعة أصبح السفر عبره متعة، والأمل أن تسارع الوزارة في إكمال المشروع وصولاً إلى أبها ونجران، وبإنجاز هذا الطريق سيحقق بمشيئة الله نقلة نوعية في السياحة الصيفية نظراً لكثرة مرتاديه والتوقع في زيادة العدد في السنوات القادمة، ولايختلف اثنان في التلازم الكبير بين نمو السياحة الداخلية وتوفير الطرق الجيدة، ولذا من الضرورة بمكان أن تضع وزارة النقل والهيئة العامة للسياحة خططا مشتركة في هذا الصدد من أجل سياحة داخلية ناجحة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *