قناة الجزيرة .. والشأن المصري
لا أدري بالضبط ما الذي تريده (قناة الجزيرة – القطرية) من مصر؟ .. أنا في الواقع ممن يتابع هذه القناة يومياً ، حوالي ثلاث ساعات بعد العصر، وثلاث ساعات في الليل، ومعظم الأوقات التي أشاهدها وأنا أكتب أو اقرأ كتاباً أو صحيفة ، أجدها تتناول الشأن المصري بشكل مكثف ، يغوص حتى في دقائق القضايا، التي تخرج عن كونها حدثاً كبيراً لابد من تناوله كبقية القنوات الاخبارية الفضائية.
إذا تحدثنا عن «المهنية» كعمل اعلامي فان ما تقوم به (الجزيرة) هو بالطبع خارج المهنّية تماماً، لان من لوازم المهنية – كما أعرف – الجانب الاخلاقي والأدبي للمهنة، والذي يتوجب على أية وسيلة اعلامية، ان تكف عن كل ما له علاقة بالتحريض والفتنة ناهيك عن معاندة ومعاكسة ارادة شعب عربي خرج بالملايين للشوارع في مظاهرات عارمة يوم 30 يونيو 2013 ضد حكم الرئيس محمد مرسي مطالبين برحيله وقج تحقق ذلك لاحقاً، وجاء الى سدة الحكم المشير عبدالفتاح السيسي.
اذن والحالة هذه هي من الحكمة لي كإنشان عربي، تهمنا مصر تاريخياً وانساناً وحضارة وقوة كبيرة في المنطقة، أن أظل كوسيلة اعلامية (ادندن) على حكاية عجيبة اسمها (الانقلاب على الشرعية) وهدفي الاطاحة بالرئيس الجديد مثلا وعودة الرئيس مرسي، ثم لن يرضى الشعب وسيخرج للتظاهر فيظل ذلك البلد العربي كل السنوات ينصب رئيساً مرة ويطيح به بعد أشهر .. وهكذا وهكذا .. هل هذا من اللوازم الادبية والاخلاقية لمهنة الاعلام؟
أهلنا في جنوب السعودية عندهم مثل شعبي دارج يقول: (الطرد وراء الفائت .. نقصان في العقل) .. تذكرت هذا المثل وانا أرى عدة قنوات فضائية وفي مقدمتها (الجزيرة) وهي (تطرد وراء الفائت) بعد ان انفض السامر، وتفرق القوم وعاد كل الى داره.
ما تقوم بعض القنوات الفضائية في حقيقة الامر، وبمثل هذه التناولات والمعالجات (المستميتة) في الوقت (بدل الضائع) ليس اعلاماً، ولا «مهنية» بقدر ما هو اما تنفيذ لا حبذات معينة ليس من ورائها الا الشر المستطير، أو إنها لمجرد (التسالي) .. وكلاهما في الواقع مضيعة للوقت!!
التصنيف: