[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن بجَّاش[/COLOR][/ALIGN]

من يناير بداية العام وتحديداً مُنذُ أن انعقدت قمَّة الكُويت الاقتصادية، القمَّة الأهمّ في تاريخ العرب الحديث، من يوم أن انعقدت قمَّة أنشاص وحتَّى اليوم، جرت من بداية العام مياهٌ كثيرةٌ في نهر العلاقات العربية – العربية، يكون السُّؤال : هل لا تزال مُقرَّرات تلك القمَّة في حُسبان صُنَّاع القرار العرب، خاصَّةً الاقتصاديين منهم، وكذلك القرار السياسي، حيثُ لا انفصام بين السياسة والاقتصاد، وهُو ما يُخيف المرء من أن تكون السياسة والعلاقة العربية البينية قد وأدت تلك القمَّة بمُقرَّراتها.
أدعو اللَّه ألاَّ يكون الأمر كذلك، فالذي أعرفه أنَّ العالم يختلف ويتباين، لكنَّ شعاره يظلُّ شعار «فُولتير»، الذي نُردِّده كثيراً ولا نعمل به مُعظم الوقت، الكثير من هذا الجدل والفعل وردّ الفعل والتباين والاختلاف وكُلّ ما نراه خاصَّاً بالعرب لا يدركه عقلٌ ولا عاقل، سبب مُعظمه الفقر والبطالة التي تكبر أرقامها وتتَّسع، ففي الوقت الذي ترى دُولاً تتخم بالمال وأُخرى تبحث عنه، كيف سيكون الحال؟ والأمر كذلك، تبقى مُقرَّرات وتوصيات ودراسات قمَّة الكُويت المخرج الوحيد لأن تتحسَّن أحوال المُواطن العربي، وبالتالي تهدأ جبهة الخلافات ويتَّجه الجميع إلى ما هُو أهمّ، فالمشاكل التي تعصف بهذا الوطن الكبير كثيرةٌ ومُتشابكةٌ ومُتشعِّبة، وتزداد كُلَّ يومٍ اتِّساعاً، فالقضيَّة الفلسطينية تحوَّلت، بقُدرة العرب على الغياب، إلى مُجرَّد سيركٍ يلعب على حباله المُتشدِّدون والمُعتدلون لُعبةً ديمقراطيةً نحنُ الخاسرون بسببها، وانظُر، كُلَّما أتى مُعتدلون هُنا، أتى مُتشدِّدون في إسرائيل، وكُلَّما تقدَّمت الحُلول ميلاً تأخَّرت القضيَّة أميالاً!!
والعراق، نسأل اللَّه أن يخرج من محنته، فبرغم كُلّ الوعود، تراه يعود كُلَّ يومٍ إلى المُربَّع الأوَّل، ويخشى مُحبُّوه من تقسيمه ليسهل إخراج ثرواته، وهي هدف الغزو أوَّلاً وأخيراً.
والسُّودان تُحاك له يومياً ألف قضيَّةٍ وقصَّة، من دارفور إلى الجنوب، والهدف بتروله وثرواته وثروات تشاد بين، كما نقول في تهامة.
والصُّومال، ها أنتم ترون لُعبة القطّ والفأر، التي لا تنتهي إلاَّ إذا كفّ اللاَّعبون الأقربون عن اللَّعب فيه.
والوطن اليمني، الذي توحَّد عام 0991م، يُراد له أن يعود إلى ما قبل ذلك العام، ورائحة مُخطَّطٍ لا تستبعد منه أعدائه المُتشدِّدين الذين أشرنا إليهم، ما يُوجب على العالم العربي أن يقف إلى جانب اليمن، حيثُ التجربة الوحدوية هي الوحيدة التي أشرقت فيه، والفقر هُو المدخل الذي يجعل القطّ والفأر يدخلان من نوافذ البطالة والحاجة، فاليمن بحاجةٍ إلى مُساعدة أشقَّائه ليسدّ نوافذه في وجه الرياح العاتية التي تضرّ به، ولا يزال اليمنيون قادرين على أن يصدُّوه حتَّى الآن، لكنَّ الفقر – كما يقولون – كافر، والبطالة أشدّ كُفراً.تكون مُقرَّرات قمَّة الكُويت، إذا رأت النُّور، الطريق الذي يفتح لليمن الأبواب لحلِّ مشاكله بما يحفظ كرامته، ويظلّ سيِّد قراره، وإذا فكَّر أحدٌ، أيّ أحد، أنَّه، لا قدَّر اللَّه، ونجح مشروع ذبح اليمن، وأنَّ الأثر سيظلُّ داخلها، فهُو واهمٌ، وما حدث بعد لحظة انفصال وحدة مصر وسُوريا لا نزال نُعاني من آثاره حتَّى اليوم، وهُما دولتان بشعبين، بسيادتين، فما بالكم ببلدٍ أُعيد توحيد جُزءيه بشعبه الواحد ونضاله الواحد، فَقِفُوْا بجانب اليمن يا عرب، حتَّى لا نُضيف إلى القضايا القائمة قضيَّةً جديدة.
السُّؤال الآن برسم الجامعة العربية وقمَّة الكُويت، هي رُبَّما المُنجز الوحيد الذي يُحسب لها، فإذا لم تَرَ مُقرَّراتها وتوصياتها ودراساتها وأبحاثها النُّور، فإلغاء القمم خيرٌ من استمرارها، والسُّؤال يظلُّ قائماً : ماذا أُنجز حتَّى اللَّحظة؟ فلا تزال أُذناي تضجَّان – إذا صحَّ التعبير – بالكلام الجميل لوزير التجارة المصري، حيثُ ظهر أنَّ ثمَّة أُفقاً لمُستقبلٍ عربيٍّ اقتصاديٍّ هُو المدخل لإصلاح كُلّ مصائبه ومشاكله، وإن أردتم تشخيصاً أكثر دقَّةً لمشاكله، فهُو يكمُن في ثروته التي لم تُوزِّعها الطبيعة بعدل، ما جعل هذا فقيراً وذاك مُتخماً حتَّى المرارة، والمدخل لحلّ الإشكالية مُقرَّرات تلك القمَّة.
الثورة اليمنية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *