قمة والسلام مذبوح بسكين

Avatar

محمد كامل الخجا

قد يستغرب القارئ هذا العنوان فمنذ أيام الأسلاف كانت قوة العرب والمسلمين في وحدتهم وعندما كانوا أمة موحدة حققوا انتصاراتهم التاريخية ووصولاً في الشرق إلى الهند والسند، وفي الغرب الى بحر الظلمات، بدينهم دين العلم والإيمان دين العدل والحق دين الحب والسلام.
إذن ما الذي يدعونا اليوم إلى طرح هذا التساؤل في العنوان وهو من البدهيات؟ لنعترف بأننا اليوم فيما يمكن أن نسميه به \”الزمن المختلف والمتخلف\”، الزمن الذي استهلكت فيه الشعارات وتحولت إلى نوع من الأوهام على أرض الواقع حتى أن الذي يتحدث عن الوحدة العربية اليوم، وحدة الإسلام، يبدو كأنه حالم رومانطيقي.وإذا كان لابد من عقد قمة عربية، فيجب أن تكون قمة واضحة الأهداف، بمعنى أن قراراتها يجب أن تأخذ دورها إلى التطبيق، لا أن تبقى مجرد قرارات على الورق، كما حدث لكثير من قرارات سابقة.إن شعار \”قوة العرب في وحدتهم الإسلامية\” يجب أن يترجم حقيقة على أرض الواقع، خاصة وأن الزمن ليس في صالح العرب إذا لم يستدركوا أمورهم لأن القرن الذي نعايشه سيشهد عالماً آخر لاينتظر الغافلين ولا المتخلفين.
إن مستقبل الأمة العربية هو وحدتهم بالإسلام واعتصامهم بحبل الله جميعاً فلا يتفرقوا وتذهب ريحهم وهو سبيل الخلاص لمآسي الإنسانية كلها والدول الغربية وأمريكا في مقدمتها المستقبل لهم بالإسلام في عولمة وعد الله سبحانه بها ووعده حق جل جلاله بظهور الإسلام على الدين كله مصدقاً نبوءة صفوة الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين في نبوءته الكريمة الحكيمة: \”زُوِيَتْ لي الأرض مشرقها ومغربها حتى رأيت هذا الدين يدرك كل بيت وبر وحجر في الأرض\” وعلى الرغم من مظاهر المحن التي يتعرض لها الإسلام في كثير من مناطق العالم، وعلى الرغم من الاساءات والجرائم التي ترتكب زورًا باسم الإسلام، وعلى الرغم من هذه الدعوات القائمة إلى العلمانية والعولمة في أنظمة جديدة في العالم، فإن المستقبل هو للأمة الإسلامية التي أصبحت تشكل بالعدد حوالى ثلث هذا العالم، وتشكل في المكان والموقع والجغرافيا مناطق استراتيجية مهمة، وإمكانات بشرية وحضارية واقتصادية كبيرة وقفنا عليها بالوقائع والأرقام في مصنفات وحيثيات ودراسات المؤتمرات الإسلامية التي أقيمت في السنوات القليلة الماضية في هذا البلد أو ذاك.الإسلام دين للدنيا والآخرة، وقد تأكد للعالم من خلال تعاليمه ومن خلال رسالة الحق التي جاء بها، أنه وضع معدلاً لجميع المشاكل والقضايا في وقت سقطت فيه الكثير من النظريات التي ظهرت في الشرق والغرب، ولنا في سقوط الماركسية والشيوعية وغيرها من الدعوات التي من صنع البشر دليل.لقد أكدنا في دراساتنا وتقارير إلى معظمكم ـ يا قادة العرب والمسلمين ـ أكثر من مرة أن الأزمات التي سيعاني منها العالم في القرن الواحد والعشرين الميلادي، ستعم أكثر الدول تقدماً وحضارة، بما فيها الدول الغربية في حين سيكون الخلاص بالنسبة للإنسانية ونحن جزء منها، في تحقيق التكامل من خلال تجسيد التعاليم الإسلامية ومن الحلول الإسلامية الاستراتيجية للكثير من المشاكل، كما يؤكد خبراء وعلماء الاقتصاد والاجتماع والسياسة.
إن كل ذلك يكمن في تحقيق تطبيق الإسلام في العالم الإسلامي بادئ ذي بدء الذي يشكل ثلث سكان العالم، ولأنه سيكون صاحب الكثافة السكانية الشابة والقادرة على تنفيذ هذا التطبيق وسيكون الخلاص من كل ما يعانيه بإذن الله سبحانه خلاصاً حقيقيّاً منها، فهو صاحب القواعد والمبادئ التي تحقق العدالة والسلام وتنفي الظلم والإجحاف والدمار وإراقة الدماء وهتك الحرث وإشاعة الفحشاء والفساد والتسلط والحقد وسلب الحريات وقتل الكرامات، وتحمي الإنسان من الرجس والأمراض التي بدأت تفتك روحيّاً وجسديّاً ونفسيّاً بالخلق كما أن تعاليم القرآن الكريم والسنة المشرفة كفيلة بأن تعطي الإنسان الأمان، وتقيه بعقله وغريزته من الشرور شتى الشرور وتجعله يعيش في طمأنينة وهناءة وسعادة بعيداً عن واقعه المرير اليوم بشرور العالم المتفاقمة ليكون بدين الله الإسلام خليفة في الأرض لإعمارها كما كتب له الله سبحانه ذلك عليه منذ خلقه لآدم أبيه! وحواء أمه! عليهما السلام.
يا قادة الأمة العربية في قمتكم القادمة خلاص الأمة في هذا الدين الحنيف، فاتقوا الله، واعملوا لوحدة العالم الإسلامي، مع اخوانكم المسلمين وأنتم الفالحون ليتبعكم بقية البشر من غير المسلمين فيلجون إلى هذا الدين الحنيف مقتدين بكم فيكونون مثلكم نعم الفالحين! إنها الأمانة في اعناقكم من الله سبحانه ثم من كل شعوبكم العربية والإسلامية إنها أمانة قيادتكم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي كل من خُلِقَ بعد بعثته كلكم ومعكم شعوبكم مسؤولون إن فرطتم فيها أمام الله سبحانه عز وجل ثم أمام التاريخ قال الله تعالى: \”ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون\” صدق الله العظيم.
المدينة المنورة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *