إبراهيم زقزوق

نعود سراعاً إلى أرض الهموم والمواجع التي اعتقد أنها لا تنتهي والتي نتجرعها مع قليل من المطر ونتنفسها مع كل نسمة هواء .. ولعل اصعب واقسى موقف يمكن ان يقفه الانسان ألا يجد اخاه او ابنه او زوجته في لحظة من اللحظات .. فهذه حكاية طابور طويل من اعضاء المجتمع في بلادنا.. فلقد انتظرنا طويلا ان تتحسن الاحوال في تنفيذ مشاريع تحمي المواطن من السيول والامطار وكوارثها . فإذا بالاحوال تزداد سوءا ويجد المواطن ورب الاسرة فاقداً اعز ما عنده .. عاجزاً عن عمل اي شيء يحميه واسرته من هذه الاخطار.
فلقد سمع من منذ عام ان الامور تسير الى العمل على حماية المواطنين من هذه الاخطار بعد ان جرى القبض على المتسببين في كارثة العام الماضي وسوف تجرى محاكمتهم.
وأُخلي سبيلهم دون أن يؤخذ الحق منهم موظفون كبار اخطأوا في اعمالهم واشتبه في أنهم قصروا في اداء الواجب وخانوا الامانة التي ألقيت على عاتقهم ولم يحاسبوا بعد على فعلتهم الخطيرة التي راح ضحيتها أرواح . فلقد اوصانا امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال \” اعطوا الحق من انفسكم ولا يحمل بعضكم بعضاً فإنه ليس بين وبيني احد من الناس هوادة. وأنا حبيب الي صلاحكم عزيز علي غيكم\”.
تخيل أخي المواطن هذا القول .. والفعل الذي حدث مع هؤلاء المخالفين والمتسبين في كارثة ادت الى موت عشرات الضحايا بينهم نساء واطفال، إذ أن من المفروض على كل مسؤول في هذا البلد ان يصرف جهده الى العمل المنتج ويحسن عمله المنوط به . ويراقب ضميره في كل صغيرة وكبيرة ويتوخى الخير العام لان فيه خيراً له اصبح الانسان يصور لنفسه انه لا يطمئن في هذه الحياة الى حقه. ولم ينل حقه .. رغم اننا نعيش في ظلال حكم عادل مصلح. وحكومة صالحة بإذن الله نعتبرها نعمة على الوطن وسعادة.
فالمسؤول يجب ان يكون حافظاً لمال المواطن طاهر النفس امينا حريصا اشد الحرص على مال الامة وحقوقها .. لأن الأمانة في يده .. فكمال الانسان في اتباع الحق وبذله وقبوله .. فلقد قال الله تعالى \” والعصر *إن الإنسان لفي خسرٍ * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر\”..
فكمال الانسان في نفسه وتكملة لغيره .. فلابد ان تقبل بقول الحق ممن جاء به من صغير أو كبير وان كان بغيضا بعيدا. وهذا ليس قولي بل هو قول سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله صلى عليه وسلم.
فلقد كانت لحظة جميلة فهي لاشك كسب يضاف الى سعادتي عندما رأيت اميرنا المحبوب أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل يتحدث على التلفزيون موعداً ابناء جدة بسرعة اصلاح ما حصل من جراء الامطار. وما كدت افتح التلفاز حتى اشرقت صورة سموه بمحياها الوضيء خففت عليّ الالم من هول الكارثة.. فما علينا الا ان نتلمس السعادة وننظر الى اعمالنا بالسرور والعزم .. فهذه الأزمة تحتاج الى اهتمامك ياسمو الأمير ولا تنسد لغيرك الا فهذه الازمة ستأخذ وقتاً طويلاً أطول من صبر المواطن والشيء الوحيد الذي يمكن ان تعطيه فوراً. هو ان تتربص بالمخطئ وتحاصره بكماشة لتنقض عليه قبل ان تأمره نفسه بالسوء.. والله المستعان.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *