قلم رصاص .. \" حُرمة \" في الطائرة

• خالد محمد الحسيني

كان مكاني مصادفة في الطائرة المتجهة الى احدى مدن المملكة بجوار او بالقرب من رجل ترافقه سيدة حتماً انها \” زوجته \” ولقرب المسافة ولوجود سعة في درجة الطائرة \” الاولى \” استطعت ان اقف على ما حصل من امور اعرف بوجودها لدى بعض الأسر، بل لدى بعض السيدات تحديداً في بلادنا حتى لو كانت لا تتفق مع رغبة الزوج، لكن ما رأيته كشف لي عن وجود \” رجال \” يعيشون في هذا الزمن ولهم من التصرفات ما لا تجد له اي مسمى او تربية او بيئة .
البداية كانت عند اختيار الطعام، كان الزوج هو الذي يختار، لانني لم ار الا شيء يشبه السيدات بجواره ملتف بلون اسود حتى ان الزوج اختار نوعية الطعام رغم وجود اكثر من نوع على الطائرة .
وطوال زمن الرحلة الذي زاد على الساعة ونصف الساعة وجدت ان السيدة لا تتحدث مع الرجل الذي يجاورها الا همساً، وكانت تأكل بطريقة متعبة، اذ كانت تدخل ملعقة الطعام من تحت ستار الوجه وهي منحنية على طبق الطعام ونظرات المجاور لها ترمقها .
واعتبرت في منتصف الرحلة ان تطوراً قد حصل، فقد همست السيدة للرجل برغبتها في اختيار احد انواع \” البرفان \” اثناء مرور العربة المخصصة لذلك، فقام الرجل بأخذه من المضيفة ودفع القيمة وفتح العلبة والقى نظرة على النوع الذي اشارت له بشرائه وقام بتجربته على يديه ثم ناولها الزجاجة لتضعها في حقيبة اليد .
سألت نفسي ماذا لو احتاجت السيدة \” دورة المياه \” ؟ ! وماذا لو ارادت ان تشرب شاي او قهوة او عصيراً، كيف تتصرف بوجود \” حارس \” غليظ بجوارها؟ وعندما اقتربنا من النزول للمطار لم ار السيدة تستعمل النافذة التي تجلس بجوارها للتمتع بالمنظر الليلي للمدينة، بل كان المستفيد مجاورها ..واتت ساعة \” الطوارئ \” التي لا بد منها باعلان توقف الطائرة للمغادرة .
لقد بقي الرجل حتى خروج كامل الركاب على الرحلة، وحمدت الله ان العدد قليل على هذه الدرجة، ثم وقف رافعاً يديه وهو ما يطلق عليه الطوق الامني لحماية السيدة .
انا لست من الذين يطالبون بحرية مؤذية ماجنة فاضحة ..لكنني لست ممن يفترض سوء النية في الزوجة ويتعامل معها على هذا المبدأ .
انني اخاطب هذا الرجل ومن على شاكلته واسأله ما المانع لو تصرفت السيدة بحرية مقبولة ومنضبطة وكيف هي الحال لو كانت الرحلة الى لندن او استراليا او امريكا؟ ! حصل هذا على رحلة للسعودية مساء الاحد اول امس ..وكنت اتمنى لو سألت السيدة وهو ما لم اقدر عليه عن ما تقوله بعد هذه الرحلة وكيف هي في المنزل والسوق؟ ! وفي بقية حياتها !!

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *