(قفلوا) على الموضوع.. هناك ما هو أهم

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

لو أراد أي شخص منا التحدث عن وطنيته وبطولاته حتى ولو كانت من نسج خياله لأصبح هو الوطني الوحيد والباقون مجرد (تكملة عدد) لا مكان لهم على خارطة هذا الوطن . الكلام هو أسهل شيء يستطيع فعله الإنسان ، ولكن المصيبة عندما يرتبط هذا الكلام بعملية الاندماج والسرحان مع النفس وبطولاتها الخيالية .
ما علينا .. دعوني أقتحم بكم قليلا مناطق ( الردح ) الذي تابعناه مؤخرا خلال وسائل الإعلام بين الشيخ العريفي والُكتاب الصحفيين وكيف أصبح كل فريق يشد خيط الوطنية نحوه وتجريد الطرف الآخر من هذا الشرف الفطري الذي لا يحتاج لكل هذه الضوضاء السخيفة من وجهة نظري .
لستُ في صف الشيخ الذي أجله كثيرا وأعتب عليه لأنه غاص في مناطق يمنع الخوض فيها وذهب يصف الُكتاب وكأنه يرى الأقلام في يمينهم وأشياء أخرى في يسارهم . ولن أذكر الشيخ وهو سيد العارفين أن الخوض في الغيبيات والذمم أمر منافٍ لخُلق الإنسان المسلم . وفي نفس الوقت لستُ مع الكتاب الذين انبروا يتمسكون في ثياب الشيخ يحاولون تفنيد ما قاله في خطبته ورشقه بما لذ وطاب من الكلمات وأنه مجرد شخص عاشق للأضواء فهذا أيضا خوض في النوايا التي لا يعلمها إلا الله.
قيام الشيخ بالذهاب إلى الحد الجنوبي ووقوفه مع الأبطال ، ووقوفه إلى جانب أهلنا في جدة لا يتجاوز كونه واجبا علينا جميعا القيام به دون تدوينه في سجل البطولات الشخصية والتباهي به ، وكذلك الكتابات التي تناقش القضايا وتحاول إيجاد الحلول هي الأخرى ليست نصرا مبينا وأصحابها ليسوا أبطالا . وإلا فماذا نقول ونسمي الشهداء الذي أهدوا تراب هذا الوطن أرواحهم مدافعين على شرف وكرامة الشيخ والكاتب ؟ ماذا نسمي من فقدوا أجزاءً من أجسادهم ذابت تحت شمس الوطن وبين حبات رمله ؟ وكيف نسلي قلوب من فقدوا أبناءهم غرقا ورضوا بقضاء الله ولم يخرجوا علينا يسطرون نضالهم وصراعهم مع الموت والألم ؟.
مؤلم أن نصل لهذه المرحلة من التحزب وكأننا أبناء حدود مختلفة لم نشرب من ماء هذه الأرض ولم نسجد فوق ثراها . أصبحت أخشى هذا التنافر واللغة الساخنة التي تحرض على مبدأ \”المع والضد\” ونتناسى المتربصين الذين يمدون مخالبهم نحو جسدنا الطاهر .. قال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الآية . الأجدر بنا جميعا أن نحتوي بعضا ونتعلم ثقافة الرأي وعدم الذهاب لحدود الإقصاء وكفاية هناك ما هو أهم .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *