قضايا يتجنبها أوباما ورومني

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناعوم تشومسكي [/COLOR][/ALIGN]

كتب الفيلسوف الامريكي المعروف وأستاذ اللغويات نعوم تشومسكي في مجلة \”nation of change\” مقالا بتاريخ 5 أكتوبر الجاري قال فيه: مع اقتراب ذروة الانتخابات الرئاسية التي تجري كل أربع سنوات، من المفيد التساؤل عن الكيفية التي تعالج بها الحملتان الانتخابيتان أهم القضايا التي نواجهها. والإجابة البسيطة هنا هي: إما بشكل سيئ، أو لا تتطرق لها على الإطلاق. وإذا كان الأمر كذلك، تثور بعض الأسئلة المهمة: لماذا؟ وما الذي يمكننا فعله إزاء ذلك؟
يشير تشومسكي إلى أن هناك قضيتين لهما أهمية عظمى، لأن مصير الكائنات الحية على المحك: الكوارث البيئية والحرب النووية. وعادة ما تستأثر الأولى بالاهتمام الأكبر. ففي 19 سبتمبر، على سبيل المثال، نشرت جستن جيليس في صحيفة نيويورك تايمز أن ذوبان جليد البحر القطبي قد انتهى لهذا العام، \”ولكن بعد أن حطم الرقم القياسي السابق وأطلق تحذيرات جديدة حول تسارع وتيرة التغير في المنطقة\”.
وكان الذوبان أسرع بكثير مما توقعته النماذج الحاسوبية المتطورة وأحدث تقرير للامم المتحدة حول الاحتباس الحراري. وتشير البيانات الجديدة إلى أن جليد الصيف قد يختفي بحلول عام 2020، مع عواقب وخيمة. وكانت التقديرات السابقة قد توقعت اختفاء الجليد الصيفي بحلول عام 2050.
وكتبت جيليس \”لكن الحكومات لم تستجب للتغير بسرعة كبيرة للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، بل على العكس، كانت الاستجابة الرئيسية هي التخطيط لاستغلال المعادن التي أمكن التوصل إليها حديثا في منطقة القطب الشمالي، بما في ذلك التنقيب عن المزيد من البترول\” وذلك للتعجيل بالكارثة.
ويدل رد الفعل هذا على استعداد غير عادي للتضحية بحياة أبنائنا وأحفادنا من أجل تحقيق مكاسب قصيرة الأجل. أو، ربما، استعدادا ملحوظا على قدم المساواة لإغلاق أعيننا حتى لا نرى الخطر الوشيك.
وهذا ليس كل شيء. فقد كشفت دراسة جديدة أعدتها مؤسسة مراقبة الحساسية المناخية أن \”تغير المناخ الناجم عن الاحتباس الحراري يؤدي إلى تباطؤ نمو الإنتاج الاقتصادي العالمي بنسبة 1.6 في المائة سنويا، وسوف يؤدي إلى مضاعفة التكاليف في العقدين القادمين\”. ونشرت الدراسة على نطاق واسع في أماكن أخرى، ولكنها جنبت الأمريكيين الأخبار المزعجة.ويضيف تشومسكي أن مجلة \”ساينس\” قد استعرضت في عدد 14 سبتمبر معالجة برنامجي الحزبين الجمهوري والديمقراطي للشئون المناخية. وفي حدث نادر من الحزبين، يرغب كلاهما في دفع المشكلة إلى الأسوأ.
وفي عام 2008، كرس برنامج الحزبين بعض الاهتمام لكيفية تصدي الحكومة لتغير المناخ. أما اليوم، فقد اختفت المسألة تقريبا من برنامج الجمهوريين الذي طالب مع ذلك بأن يتخذ الكونجرس \”إجراءات سريعة\” لمنع وكالة حماية البيئة التي أنشأها الرئيس الجمهوري السابق ريتشارد نيكسون في زمن أكثر تعقلا من تنظيم غازات الصوبات الزراعية. ويجب أن نسمح بالحفر في ألاسكا عند القطب الشمالي من أجل \”الاستفادة من جميع مواردنا الأمريكية التي وهبها لنا الله.
وينص البرنامج أيضًا على \”علينا إعادة النزاهة العلمية إلى مؤسساتنا البحثية العامة، وإزالة الحوافز السياسية من البحوث التي تمولها الدولة\” في إشارة إلى علوم المناخ.
وقد أعلن المرشح الجمهوري ميت رومني سعيًا للتهرب من وصمة ما فهمه قبل بضع سنوات حول تغير المناخ أنه لا يوجد إجماع علمي، لذلك يجب علينا دعم المزيد من المناقشة والتحقيق ولكن من دون القيام بعمل، إلا لجعل المشاكل أكثر خطورة.
وذكر الديمقراطيون في برنامجهم أن هناك مشكلة، وقدموا توصية بأن علينا أن نعمل \”نحو إقرار اتفاق مع القوى الصاعدة الأخرى لوضح حدود للانبعاثات\”.وأكد الرئيس باراك أوباما أن علينا أن نكسب مائة عام من استقلال الطاقة، عبر استغلال التكسير، وغيره من التكنولوجيات الجديدة؛ من دون أن نتساءل عما سيكون عليه العالم بعد قرن من مثل هذه الممارسات.
ومن ثم، هناك اختلافات بين الحزبين: بشأن كيف ينبغي أن تسير القوارض إلى الهاوية.
ثم ينوه تشومسكي أن القضية الرئيسية الثانية، هي الحرب النووية، وهي أيضا على صفحات الصحف الأولى في كل يوم، ولكن بطريقة من شأنها أن تذهل ساكن المريخ عندما يتابع الأعمال الغريبة على الأرض.
ويتمثل التهديد الحالي مرة أخرى في الشرق الأوسط.
وترفض إسرائيل السماح بعمليات التفتيش أو التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي. كما أن لديها المئات من الاسلحة النووية ومنظومات إلقائها المتقدمة، وسجل طويل من العدوان والعنف والخروج على القانون.
وتفتقر المناظرة إلى طريقة واضحة لتخفيف أو إنهاء أي تهديد يمكن أن تشكله إيران: إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في المنطقة. وما زالت الفرصة متاحة: بعقد مؤتمر دولي في غضون أشهر قليلة من أجل تحقيق هذا الهدف، بدعم من العالم كله تقريبا، بما في ذلك أغلبية الإسرائيليين.
ومع ذلك، فقد أعلنت حكومة إسرائيل، أنها لن تشارك حتى يكون هناك اتفاق سلام شامل في المنطقة، وهو أمر غير قابل للتحقق طالما استمرت إسرائيل تمارس أنشطتها غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتواصل واشنطن موقفها نفسه، وتصر على أنه يجب استبعاد إسرائيل من أي اتفاق إقليمي من هذا القبيل. ويختتم تشومسكي مقاله قائلا: تتولى شركات العلاقات العامة إدارة الانتخابات؛ ومهمتها الأساسية هي الإعلانات التجارية، التي تهدف إلى تقويض الأسواق من خلال خلق مستهلكين يتخذون خيارات غير عقلانية؛ مألوفة تماما لأي شخص يتابع التليفزيون، وإن كانت منافية تماما للكيفية التي يفترض أن تعمل بها الأسواق.
ومن الطبيعي أن هذه الشركات عندما تتقدم بعرض إدارة الحملات الانتخابية، تتخذ نفس الإجراءات لصالح من يدفعون لها، وهم لايريدون بالتأكيد رؤية مواطنين مستنيرين يتخذون خيارات رشيدة.
ومع ذلك، فلا يجب أن ينصاع الضحايا في كل من الحالتين. فربما تكون السلبية طريقة سهلة، ولكنها ليست وسيلة الشرفاء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *