[COLOR=blue]عبدالإله عبدالغني محمود صباغ[/COLOR]

في جانبٍ ما هناك أسس مبنية على المبادىء والأخلاق للعامة، التحرش الجنسي قضية لا نهاية لها، فهي تأخذ وقتاً في المحاكم، ت لإذلال وتفاقم مكارم الأخلاق والمبادىء والأساس الأكبر وهو الدين الذي ينهي عن ذلك.
ما يقارب 2800 قضية تحرش في المملكة خلال عام فقط، هناك عدة فئات للمتحرشين سواء كان لفظياً أو جسدياً، وكلاهما يقع في التحرش المكروه الذي يؤدي بعدها الى فساد في المجتمع المحيط به وإنتشاره بسرعة تفوق البرق.هناك أرقام عديدة وحالات كثيرة تحدث جراء هذه التصرفات، في شهر رمضان الكريم تم إنشاء \”مركز متحرك\” من أجل إستقبال الشكاوي عن التحرش الجنسي بين المحارم، وهناك جمعيات حقوق الإنسان التي من ضمن وظائفها حمل ملفات هذه القضايا .هذه الحالات خطرة جداً، ووجود جهات تعمل عليها أمر إيجابي ومهم. لكن كل هذه الأمور مجرد زاوية صغيرة في المربع، ما عجزنا عنه هو النظر الى المربع بأكمله وحذافيره، إستلام القضايا و مساعدة الضحية ومعقابة المتهم أعمال المراكز والسلطات الخاصة لها.
لكن هناك جهة جداً مهمة، وهي الدخول الى عقول المتسببين في هذه القضايا و معرفة تفاصيل نواياهم، ما الذي دفعهم إليها وكيف يتم مفاداتها، هناك دراسات في عِلم النفس كثيرة تتحمور في هذه القضايا، الشهوات الجنسية تكون سبب رئيسي لإرتكاب هذه الحوادث غير المرغوبة بها.
على الجانب الآخر، أن أكثر المتسببين بها يعانون من أمراضاً نفسية ونقص في الذات وعدم الاطمئنان من المجتمع حوله، مما يؤدي الى ارتكابه هذه الحالات لكي تشعره أنه يمتلك نوعا من الهيمنة ليغطي جراحا لمدة وجيزة فقط. وهنا يجب أن يتم استخراج من عقل هذا الشخص أسبابه وما عانى منه. حيث أشارت بعض الدراسات أن الشهوات لدى المرضى النفسيين تكون مضاعفة نظراً الى استسلامهم للأمر الواقع وتفكيرهم المتعمق.
بينما أحد العوامل قد تكون سوء التربية التي عانى منها، الطلاق أو فساد في المجتمع حوله، وربما يكون عوامل أخرى مثل الإفلاس والديون. هذه الأمور التي لا يمكن للشخص أن يتحكم بها وتؤدي الى ارتكابه للتحرش الجنسي ان انحاز عقله إليها.
في بعض الدول تحدث لديها هذه الحالات ومن المتسببين من يكون لديهم اضطرابات عقلية وبالتالي لا يتم معاقبتهم على وجه التخصيص يتم مساعدتهم من قبل أخصائيين في علم النفس لجعلهم يدركون فعلتهم وكذلك ليتجاوزوا الظلام الذي يدور في عقولهم.
فالعقل الجريح من مصائب بادرته في حياته لا يمكنه علاجها بالأدوية، بل بالعوامل النفسية من قبل أخصائيين، لأن العقل عندما يكون في ظلام لا يشعر بطمأنينة، وعندما يحس هذا العقل بوجود شخص يحدثه عن حالته ومصائبه يشعر بنوعية من الراحة وطريق للعلاج.
على المنظمات المختصة في المملكة أن تهتم بالمتسببين أكثر، لكي تقوم بتجميع المعطيات والنظر الى الأسباب بشكل أكبر، حتى تعمل على مساعدة المجتمع في هذه النواقص، لأنها ستحسن المجتمع وتحسن هذه الحالات وتنقص من حدوثها .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *