أحمد محمد باديب

في الركن الغربي الشمالي لسور جدة كان في داخل السور برج السور وقشلة فيها محمية عسكرية صغيرة أما بعد السور فقد عاصرت مبنى احمر اللون يقع على شاطئ بحر البغاز أو ما يسمى بحيرة الاربعين كنا نسميه البحرية وكان مركز شرطة على أيامي في السبعينيات الهجرية أما برج القلعة والمركز الذي داخل السور فقد أزيل وتحول إلى أرض بني عليها قصر جميل هو فندق البحر الأحمر وبه صالة رائعة كانت الصالة الاهم لإقامة الاعراس فيها وبجانب هذا القصر كان هناك كازينو أو نادي أو منتجع كبير هو الأول من نوعه في عهد الدولة السعودية في المملكة هذا هو كازينو المنتزه والكل لا يعرف اسمه إلا \”بالمنتزه\” وكان فيه نوافير جميلة وجلسات على البحر رائعة والعاب مثل \”بنج بونج\” وكرة الطاولة والبلياردو وغيرها من الألعاب الجميلة التي يتسلى بها الشباب وكان هناك أصناف الوجبات الخفيفة والمشروبات والآيسكريم وكان لهذا المنتزه رواد دائمو التواجد فيه مثل الرجل الرائع ياسين صالح صلاح والصديق الكريم عدنان سمان والأخ الجميل سامي خميس وغيرهم كثر وكان يأتي الناس من مكة والرياض وغيرها ليجلسوا أمام هذا البحر الجميل وكان هذا يمثل المضيق الذي كانت تعبر منه المراكب الصغيرة لتدخل للبوغاز أو مايسمى بحر الأربعين وكان في الجهة الجنوبية منه وعلى البحر مباشرة سفارة بريطانيا والهند وباكستان تتبع لها حيث كانت من المستعمرات وبعد هذه السفارات كانت محطة التحلية أو ما يسمى بالكنداسة.
في قصر البحر الأحمر تزوج السفير الحبيب فؤاد أحمد ناظر بزوجته الأولى وففي هذا الفندق كانت اهم الشخصيات تنزل فيه، وكان لمعالي الشيخ كمال أدهم رحمه الله على الواجهة الشرقية محال تجارية ومكاتب على شارع الملك عبد العزيز وكان له فيها مكاتب طيران وصيدلية ووكالات سفر ومكاتب لموظفي شركاته ثم هدم كل ما كان موجودا \” القصر والفندق والمحلات\” وأعيد بناؤها وأصبحت واحدة من أجمل المواقع داخل المدينة القديمة من جدة الحبيبة.
ولقد تحركت ذاكرتي عند هذا المكان عندما دعاني أخي الاستاذ سامي خميس الى حفل تكريم لأخي الاستاذ محمد صادق دياب يرحمه الله حيث قامت إدارة الفندق ممثلة في آل الحكير المحترفين في اطلاق اسمه رحمه الله على أهم قاعات الفندق وأقامت حفل عشاء وتكريم حضرته شخصيات كانت الاقرب لأخي محمد صادق دياب في حياته كما حضرتها الصحافة والاعلام واخوة وأقارب الاستاذ محمد صادق دياب يرحمه الله ولقد كانت هذه المبادرة من آل الحكير محل احترام وتقدير من الحاضرين كلهم فلله درّهم، وأتمنى أن يوفقهم الله لتكريم الجدادوة الذين خدموا هذه المدينة الحبيبة وأتمنى أن يكون هناك مبادرات ممثلة من قبل الكثير من الجهات كالأمانة والفنادق وصالات الاحتفالات لنطلق أسماء أبناء هذه المدينة من أدباء وعلماء وشيوخ وسياسيين على هذه الأماكن فذلك أقل القليل من التقدير الذي سيشجع كل مجتهد أن يخلد اسمه في مدينته الحبيبة.
رحم الله الأخ محمد صادق دياب ورحم كل من كان معنا في هذا التكريم وأسأل الله أن يثيب آل الحكير خير الثواب والجزاء ولهم مني الشكر والتقدير..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *