قصة حكايتين – لا مدينتين
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
كان حديثه مشحوناً بالاستغراب وهو يصف ما لاحظه في احدى رحلاته بين جدة والمدينة المنورة على الخطوط السعودية حيث قال: كان هذا الموقف عجيباً سيدة تجلس في آخر مقعد على درجة الأفق والمقعد الآخر بجانبها \”خالي\” لكن أتى صاحبه وكان رجلاً رفض الجلوس بجانب المرأة على أساس أنها ليست من محارمه وهو لا يريد أن يقترب منها.. فأحدث إرباكاً داخل الطائرة فليس هناك مقعد آخر يمكن تبديله فالكل ملتزم \”بمقعده\”. وزاد من الموقف صعوبة عندما رفض أحدهم مفارقة زوجته له وأصرَّ على أن تكون بجواره.في آخر الطائرة كان هناك قصة أخرى امرأة رفضت أن يجلس بجانبها رجل لأنه ليس محرماً لها ونسأل لماذا رضيت أن تسافر بدون هذا المحرم الذي لا تريد أن يجلس أحد غيره بجانبها فلماذا إذن تسافر منفردة؟.
هذان الموقفان على ماذا يدلان؟ ببساطة شديدة يدلان على مدى اختلاط الرؤيا في المجتمع وتعاكسها الأمر الذي يحتاج إلى توقف أمامه لمعرفة مدى \”انعكاسه\” على روح المجتمع ففي مكان واحد تصادمت فكرتان لا يستطيع الإنسان أن يغفل عنهما.. فحركة المجتمع لا يمكن أن تتوقف أو حتى تعود إلى الوراء وأيضاً لا يمكن القفز على كل قناعات المجتمع في قفزة واحدة.. إنه لأمر محير بالفعل.ولا بد من حلحلة كثير من الأمور ليكون اتساق المجتمع سليماً ومعافى أيضاً.هكذا قلت لصديقي الذي قص عليَّ هاتين الحكايتين.
التصنيف: