[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

لن ننسى (مرمرة) السفينة التركية التي كانت ضمن أسطول الحرية 1 لكسر الحصار عن غزة ، والتي تعرضت للقرصنة من العدو الإسرائيلي في عرض البحر تحت سمع وبصر العالم وركابها كانوا جميعهم (قسورة) وهو في اللغة العربية الأسد رمز الشجاعة والإقدام ، بدأت شجاعتهم لحظة تفكيرهم في التضامن مع بشر مظلومين منعت عنهم مقومات الحياة، وقد أثبتوها عين اليقين حين أبحروا من تركيا تاركين وراءهم كل شيء إلا إيمانهم بالقضية وضمائرهم الحية ، ورغم توقعهم للصعوبات التي ستواجههم لكنهم لم يتخيلوا أن يصل الأمر للحد الذي تزهق فيه أرواحهم النقية ليكونوا شهداء الحرية التي تتشدق بها البشرية.
ورأينا لقطات مصورة من ذلك الهجوم،لكن مالم نره رواه ركاب السفينة الناجون واخترت بعض المشاهد منها خلال متابعتي للقاءاتهم لتظل ذكرى محفورة في ذاكرتنا لبطولتهم.
أبو عمر وزوجته سنان الأحمد من الكويت لم يكفيهما أن يكونا شركاء زواج بل أرادا أن يشتركا في الخير والنضال لأجل الحق ومساعدة المحتاجين وحكا لنا عن ملاحظاتهما:
*ودع أهل تركيا- رجالاً ونساءً وحتى الأطفال-الأسطول على الشاطيء بالتهليل والدعاء .
*رجل بريطاني عمره 70 سنة أسلم قبل أسبوع من الرحلة وأول مافعله أنه أنضم للقافلة- وهناك مولودون مسلمون من سنين لم يقدموا شيئاً لأمتهم سوى أن يضيفوا لعددها – وطوال الوقت كان بيده القرآن الكريم ويحاول تعلمه بالعربية من رجل تركي !
* المطران المسيحي وعمره تجاوز 80 سنة كان يشارك المسلمين الصلاة في الصف الأول وحتى صلى معهم صلاة الميت ! وأيضا امرأة بريطانية وقفت لصلاة الميت التي أقيمت على أم شاب فلسطيني كان في السفينة وجاءه خبر وفاتها ، وحين سألتها أم عمر هل أنت مسلمة؟ قالت لا .. ولكن فهمت أن الصلاة فيها دعاء للميت فأردت مشاركتكم !
* بعد أدائهم صلاة الفجر مباشرة فوجئوا بهجوم الجيش الإسرائيلي على مرمرة الذي بدأ من الجو وقتل شخصين قبل الإنزال وحينها تقدم الرجال الأتراك بكل شجاعة للأمام في مواجهة الرصاص الحي بصدورهم العارية بدون سلاح – ولهذا كان العدد الأكبر ممن نال شرف الشهادة منهم- وأرجعوا غيرهم للخلف أما النساء فأدخلوا للطوابق السفلي من السفينة.
* تم تقييد جميع الركاب من أيديهم وأرجلهم وتركوا على سطح السفينة في الشمس الحارقة لمدة عشر ساعات لم يقدم لهم فيها أي غذاء بل وحتى الدواء الذي طلبه رجل مسن مريض رفض الجندي إعطاءه إياه ورماه على الأرض .
* أخذ الركاب جميعهم لسجن أسدود ثم نقلوا منه كما حكت أم عمر بسيارات غاية في البرودة لمكان مجهول وجردوا من ملابسهم ليرتدوا ثياب السجن وطلب منهم بالتهديد والوعيد تنظيف السجن – وعلقت لقد أراد الله لنا أن نعرف جزءاً من معاناة الفلسطينيين- ووجه لها سؤال غبي : لماذا تكرهي إسرائيل ؟؟ فأجابت أني أحب كل العالم وأكره الظلم.
حكى الشيخ الفاضل رائد صلاح أن زوجة القبطان التركي حين قتل أخرجت إيشارب أحمر من حقيبتها وضعته على رأسها وهي تقول: أنا الآن زوجة شهيد ولن أبكي عليه !
واستقبل الشعب التركي العائدين في مطار تركيا بالتكبير وهم يرددون :
(خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود ) .
وقد أعلنت إسرائيل مؤخرا تخفيف الحصار عن غزة بعد حصار الرأي العالمي لها لكن المطلوب أن يكون تحريراً بشكل شامل ودائم وإلا فإن أساطيل الحرية على أهبة الإستعداد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *