قراءة في صور مقتل العقيد
أسامة السهلي
لم يكن العالم يتوقع النهاية المأساوية للعقيد معمر القذافي صاحب « زنقة « بمثل ما رأى العالم وتابع أي « زنقة « هو فيها. ولم نكن نتوقع أيضاً من الثوار في ليبيا الذين استطاعوا جلب وتأييد المجتمع العربي والإسلامي والدولي أن يتعاملوا مع العقيد الأسير وابنه كما تم التعامل معهم منذ القبض إلى القتل والتمثيل بجثة القذافي. الجميع لاحظ منذ بث الصور الأولى للقذافي أنه كان حياً وهو في قبضة الثوار يقاد كما تقاد الأنعام وهو لا حول ولا قوة له, ثم بعد ذلك عرضت صور أخرى وهو جثة هامدة وأحد الثوار يرفعه من شعر رأسه للكاميرا في منظر مستفز ولعلة كسب تعاطف جميع الذين كانوا يتمنون سقوطه. ثم بعد ذلك توالت الصور والمقاطع التي تؤكد أنهم كانوا أحياء وتم قتلهم وتصفيتهم جسدياً بعد القبض. وهذا ما قلته على صفحتي في الفيس بوك في اليوم الأول لمقتله، وهذا التصرف الجسيم يحسب على الثوار كخطأ وقراءة لواقع ومستقبل قد يبدو قاتماً. حيث إن القذافي والمعتصم يعتبران حينها « أسرى حرب « بحسب المواثيق والأعراف الدولية ويتم التعامل معهم حسب ذلك، أو بمحاكمة عادلة سيقتل فيها القذافي في كل لحظة ألف مرة. السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل القيادة للمجلس الانتقالي لم تستطع فرض رأيها على ثوار مصراتة بالحفاظ على القذافي وابنه وعدم التعرض لهما لحين تسليمهما للمجلس وتقديمهما للعدالة ؟ أم أن الثوار قرارهم بيدهم لا بيد المجلس الانتقالي؟, وهذا يطرح أسئلة كبيرة وينبئ بخلل وانشقاقات مستقبلية على السلطة في ليبيا !!، تقول جدتي القاتل في تلك الحالة ليس بخير من المقتول، وسنرى الكعكة الليبية كيف سيتم اقتسامها، والمهم أن لا تكون هناك حرب دموية على السلطة يضيع معها شرف الثورة.
التصنيف: