محمد بن حبيب علوي

الوالدان ثروة عظيمة لا تقدر قيمتهما الفعلية بثمن ولا بكافة كنوز الأرض جميعها وكثير من الأبناء هداهما الله لا يدركان حجم قيمة هذه العطية الإلهية والهدية السماوية التي دعي مانحها وشدد على أن الجنة التي عرضها السموات والأرض تحت أقدامهما وثمناً لرضاهمهما.
ولنقرأ سوياً هذه السيمفونية ذات الإيقاع المؤثر والحزين الصادرة من كبد أم مكلومة تخاطب فلذة كبدها وحشاشة فؤادها حينما أيقنت بجفاف أوراق ربيعها وقرب تساقطها ورقة تلو الأخرى.
\”ولدي العزيز
في يوم آت عن قريب سوف تراني يا بني متغيرة الشكل عجوز مبعثرة الشعر كفيفة البصر لا أقوى على فعل أي شيء ناهيك عن تصرفاتي غير المنطقية وحركاتي الطفولية.
عندها من فضلك أعطني بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمني على حقيقتي وذلك حين تلاحظ رعشة يدي واضطراب مشية قدمي وتساقط قوتي من فمي وارتفاع الضغط في دمي وعدم قدرتي في قيامي وقلة ساعات منامي وتلعثم مخارج الكلمات في كلامي.
حين لا أقوى على لبس ثيابي ووضع أرجلي في شرابي فتحلى يا بني بالصبر معي وتقبل من فضلك ما تراه يحدث مني وتذكر تلك السنين الخوالي حين كنت أعلمك ما لا استطيع أن افعله اليوم تحملني يا بني حين تراني لم أعد كما كنت أنيقة المظهر طيبة الرائحة بل اتذكر محاولاتي العديدة معك حينما كنت أسعى جاهدة لأجعلك متعلماً واعياً نظيفاً أنيقاً زكي الرائحة بين أترابك.
كاتب وشاعر
عضو اتحاد كتاب مصر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *