قبل أن يلبس شبابنا ثوب الحضارة على جسد من الجاهلية

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]اعتماد خان[/COLOR][/ALIGN]

كثير جداً من شبابنا عندما يغادر الدراسة تنقطع صلته بالكتاب.. فتصيبه أمية صاعقة.. والظواهر في بلادنا تجزم هذا اليقين وليست في بلادنا فحسب بل في العالم العربي كله.. نسبة القراءة في مجتمعنا العربي حسب اليونسكو مخيفة لم تتخط واحداً في الألف .. يا للهول.. حتى لغتنا الوطنية لو اختبر فيها خريجو الجامعات لصدمنا بالنتيجة ويظهر ذلك جلياً في المؤتمرات العامة والندوات الرسمية .
إن ما آلت إليه الأمية بين الخريجين تصل إلى حد المأساة.. فاللغة هي الوعاء الثقافي لمستودع الانتاج الفكري ولا يتأتى ذلك إلا بالعودة مرة أخرى للقراءة لأن التدهور اللغوي لدى الكثيرين يعد هزيمة وانكساراً للحاضر وشعور باليأس من المستقبل.. وإذا أردنا التشخيص نكون منصفين فذلك لكوننا نبحث عن ارتداء ثوب الحضارة على جسد من الجاهلية..فقلاع الثقافة للأسف رغم كل إمكانياتنا محدودة وأملي كبير في الوزير الشاعر والمثقف والأديب معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام أن يتم الإصلاح الثقافي على يديه ولعلي أسأل سيدي الوزير هل حققت النوادي الثقافية أهدافها التي أنشئت من أجلها قبل أكثر من ربع قرن وهل تطورت لتلاحق متطلبات العصر ونزلت لمستوى المواطن البسيط وشباب المستقبل بدلاً من أن تجذبه \”المدونات\” بكل سلبياتها على الانترنت.
وجه الحقيقة يثير الفزع على مستقبل أبنائنا البعيدين كل البعد عن القراءة والاطلاع ومسؤولية النوادي الثقافية كبيرة جداً رغم عددها القليل فمدينة بحجم جدة وعدد سكانها يخدمها نادٍ ثقافي واحد وقد سبق لي أن نوهت بضرورة إيجاد نادٍ ثقافي فاعل وشامل للثقافة والفنون بكافة أنواعها في كل حي وإذا أردنا الحل فعلينا التشخيص جيداً كما قلت من خلال خلال مؤسسات المجتمع المدني.. فمشروع الإصلاح الثقافي مشروع ضخم يحتاج منا الكثير لأن المسؤولية التاريخية ستلاحقنا.. ولن تغفرها لنا الأجيال القادمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *