قبل أن ترهب أولادك
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي بن محمد بن ونوس[/COLOR][/ALIGN]
قبل أن ترفع يدك على أولادك
ارفع الغشاوة عن عينيك والغضب الشيطاني عن قلبك.
وانظر بعين الخبرة والمقدتي برسول الله صلى الله عليه و سلم.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
تذكر أن ضربك لهم تأديب وليس تعذيب وتتجنب الوجه وتتقي الله فيهم.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
تذكر أنهم سيكبرون إن أحسنت إليهم أحسنوا إليك وإلى أولادهم إذا أسأت إليهم ربما يخرج منهم قليل العقل فيعاملك في كبرك بمعاملتك له في صغره , وزد على هذا أنهم ربما اقتدوا بك فصار الولد اب وصار لا يعرف كيف يربي ولده إلا على الضرب , فيخرج جيل لا يرحم الصغير ولا يوقر الكبير ولا يعرف حقوق الله عليه ولا يعلم عن دين الله إلا رسمه.
فاتق الله فيهم , تلك النعمة قد تكون سبب عتقك من النار لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :\” كل ابن آدم ينقطع عمله إلا من ثلاث\” …و ذكر منهم \”وولد صالح يدعو له\”
بل وكل شئ تعلمه إياه في ميزانك , لقوله صلى الله عليه و سلم : الدال على الخير كفاعله.
وكذلك كل شئ هو يعلمه لزوجته وأولاده ومن حوله في ميزانك لا ينقص من آجره شئ.
ورحمتك إياه قد تكون رحمة لك لقوله صلى الله عليه و سلم: ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
ارفع عنهم الجهل بالله جل وعلا قال الله مبلغاً عن لقمان: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
فعلمه التوحيد وعرفه بربه وبنيه صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم وأمور دينه و دنياه وتابعه وصاحبه ليصاحبك في الدنيا معروفا.
ثم تبسم الأب وقال لجاره : أزعجتك؟!
قال الجار: لا والله بل أيقظتني من غفوة الجهل والتخبط, لا إله إلا الله , اللهم اغفر لي وارحمنى , والله يا أخي لساني يعجز عن شكرك , جعلها الله جلسة في ميزان حسناتك.
الأب يمسك بكتف صاحبه و يقول له: أيها الأخ الكريم الدين النصيحة , وكلنا بحاجة إلى من يذكرنا بالله, فلا تنسني من دعائك.
ومرت أيام وسنين بعد هذه الجلسة الصالحة وحسنت سيرة الجار وصلح الله أولاده وصاروا دعاة إلى دين الله .
ثم جاء يوم سماع خبر وفاة هذا الأب الكريم \”صاحب الحوار\”فاسرع جاره يستأذن أهله بتغسيله فوافقوا لحسن العشرة بينهم بعد ذاك اليوم في المسجد.
ثم تقدم إمام المسجد ليصلى على أبوه صلاة الجنازة, نعم لقد صار الولد الصغير رجل من علماء المسلمين ونظر خلفه ليسوى الصفوف ليجد المسجد قد امتلأ بالرجال والشباب والأطفال وفي قسم النساء عرف من أمه وزوجته وابنته فيما بعد أنه كان عن آخره.
بل و لقد اغلق الطريق المؤدي إلى المسجد لازدحام الناس عليه لصلاة الجنازة على هذا الأب الذي طالما دعى إلى الله على بصيرة بدينه وبالدعوة إليه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولطالما أجهد نفسه في إصلاح بيوت المسلمين و تحذير الناس من البدع والخرافات والغلو ومكائد الشيطان ومكائد أعداء الإسلام.
وكان آخر عهده مؤذناً للصلاة بالمسجد فافتقد الناس صوته جداً, ثم طلب الناس من جاره أن يرفع الأذان بعد ذلك ليذكرهم بصاحبه رحمه الله.
التصنيف: