[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

طرحت إحدى الصحف بالأمس خبراً مقتضباً عن برنامج توعوي سيرى النور قريباً في مدارس مدينة جدة يُعنى بتسليط الضوء على ما يتعرض له الطلاب والطالبات من تحرشات جنسية أثناء تواجدهم بداخل المدرسة والطريقة المناسبة للخلاص من هذه الآفة من خلال كيفية الإبلاغ عنها , الغريب في هذا الخبر أن من يقف خلف هذا البرنامج الرائد والفريد من نوعه هي ( جهة خاصة ) تتمثل في أخصائية نفسية ترأس مركزاً اجتماعياً ( الذكاءات المتعددة ) وليست وزارة أو هيئة حكومية ! أما الأكثر غرابة فيتلخص في أن الدافع من وراء إطلاق هذا البرنامج والحديث للأخصائية سناء الهويلي صاحبة المبادرة هي كثرة شكاوى الأهل من حدوث تحرشات جنسية لأطفالهم وعلى وجه الخصوص من يدرس منهم في المرحلة الابتدائية ! وإن صدقت هذه الشكاوى ولا مصلحة لأولئك الآباء والأمهات أن يكذبوا فهذا يعني أننا أمام وضع كارثي وقد تأخرنا كثيراً في توعية طلابنا وطالباتنا عن هذه الخطيئة وكيفية التعامل معها بسرعة إبلاغ المعلم أو المعلمة عنها حال حدوثها أو إبلاغ المرشد الطلابي المسؤول عن مراقبة ما يحدث من سلوكيات بداخل حرم المدرسة . إن التقصير في نشر مثل هذه البرامج التوعوية والتي هي من صميم التعليم سوف يسهل من انتشار الانحرافات السلوكية بين الطلاب وسينعكس ذلك على المنزل والشارع وتكون محصلة كل ذلك آفة اجتماعية ستحتاج معها الحكومة لبذل جهد ووقت ومال أكبر قد كانت في غنى عنه لو اهتمت من البداية بتكثيف برامج التوعية أولاً ثم خلق قوانين صارمة بعد ذلك تحمي من يتم استغلالهم من الطلاب وتردع من ابتلي منهم بهذا السلوك المنحرف , لا يمكن لوزارة التربية والتعليم وهي المسؤولة الأولى عما يحدث بين جدران مدارسها أن تكتفي بما تحمله مناهجها من مواضيع دينية أو اجتماعية ليكون سبباً في إبراء ذمتها أمام ولاة أمور طلابها بل يجب عليها أن تكون مبادرة لإطلاق مثل هذه البرامج التوعوية وداعمة لأمثال سناء وغيرها ممن يرون أن لمجتمعهم ديناً عليهم يجب الإيفاء به.إنني و بعض زملاء هذه المهنة على استعداد لتلبية دعوة وزارة التربية حال احتاجت إلينا لإلقاء بعض المحاضرات التوعوية عن حرمة هذا الفعل على إخواننا وأبنائنا طلاب المدارس ولا نريد مقابل ذلك مالاً ولا دروعاً تذكارية بل هو واجب وطني نريد القيام به فهل ستمنحنا الوزارة مشكورة هذا الشرف ؟ .

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *