مصطفى زقزوق

تستوقفني مع الحاضر تسميات كثيرة للثقافة العربية ومكوناتها وظاهرها وخفياتها ومظاهرها التي كأنها تزفها إلى مثواها الأخير بسبب مزاعم باطلة وتجاوزات خارجة على الحياء واحترام الوطن وإنسانه.
وتأخذنا الدهشة لنسأل عن المعقول وغير المعقول والمقبول وغير المقبول باعتبار أن هذا الوطن المفتدى يمثل في وجداننا الشموخ والعزة والكرامة والسلام وعدم المجازفة بالمساس به وبكل ما هو نابض بأية إساءة ولو لحبة رمل فيه أو جرح المروءة والتعريض بالغير لإثبات ذات فارغة منها.
والتعالي بغير سلوكيات الأدب والالتزام لا يسيء إلى فرد ولكنه يسيء إلى الكل بالخروج على حدود الثوابت فيه فلا نصفق لذلك الشذوذ والنشاز والشبهات فنكون في محل الغباء أو سوء الظن تفرضهما علينا مناسبة بعيدة عن شرف الغاية لتغري من تغريه فيتسابق إليها بكرم النفس دون الحذر من أبعاد توجهاتها برغم التنبيه لحماية الولاء والانتماء والوفاء والتسليم بعدائنا لهم من الذين يصفقون ولا يصفعون تلك الكلمات المبتذلة إلا ببعض اسئلة واعية والهروب من الإجابة عليها وتنتهي مراسم العزاء كما بدأت بزفاف مختلف وتنتهي قلائدها إلى أكوام النفايات مع صوت وصفحات العبقرية السقيمة ومهازلها وأحلام فارسها بامتطاء \”حصان\” تفوقه لا نحسه.
إن هذا التلميح فيه ما يغني عن التصريح وهو الأقوى كمن يقول إياك أعني واسمعي يا جارة.. وكل لبيب بالإشارة يفهم!
وعندما تكون الأهداف النبيلة بعيدة عن الرذيلة والفاحش من القول فساعتها تجد الابتسامات وعلامات الرضا وميادين الفرح تكون أكبر من كل المساحات المحدودة ولكن بغير ذلك الهجوم وتلك السخرية التي تدين صاحبها ولا تحتاج إلى بينة لأن الاعتراف سيد الأدلة.
والمجتمعات الإنسانية تتباهى بعقيدتها وأمجادها وأصالتها وتراثها وبالقيم والأخلاق وتقمص شخصية مرموقة في عالم الفكر والثقافة بعد أن ولى ذلك الزمن \”خالف تعرف\” فلا يكون المجهول في محل معرفة وبصورة مشوهة وعطاء رخيص يضر ولا يسر.
والعتاب يا أيها العقلاء لا يفيد الآن بعد ابتلاع الطعم وكلكم لم يقرأ المدسوسات في تلكم الصفحات الصفراء وعنوانها وتعليقات محسوبة خسارتها على مبالغات مبادرات لم تصادف موقعها أو موقفها الصحيح فتخوننا العواطف كجبر خاطر بمرتكبات تحديات ظالمة ضد مدركات العقل وكأنكم لا تعرفون إلى أين أنتم ذاهبون وبسطحية لا تأبه من ورطة ساذجة أو متعمدة! كمن في قلوبهم زيغ لإثارة الفتنة والنعرات والتوعر وهذا هو سر الخلاف والاختلاف.
وعماية من يسبحون ضد التيار واعتقادهم الإعجاب بمغامرتهم للتجدد مع تطاولات أكبر مما قرأناه وسمعناه ليشكل في ضمائرنا ألف علامة تعجب! والمسؤولية العليا في حساباتها غير غائبة عن تصرفات الخلل والزلل ولها قرارها إذا قالت كلمتها للمحسن أحسنت ولصمتها قراءة يستعلنها الحزم وله وقته وأوانه.
أديب وشاعر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *