الصدق هو القيمة الفضلي في تكوين الإنسان منذ بدء عمارة الأرض بعد هبوطه اليها.. وسيبقي كذلك حتي يرث الله الأرض ومن عليها.
تجده شائعاً في المجتمعات المتقدمة وغائباً في المجتمعات النامية المعروفة بضعف التعليم وقلة التقويم حيث يزهو بحلته الشيخ فقر وابن عمومته العمدة فساد.
أمّا عجيب العجب ومدعاة العتب.. هو كذب بعض المسؤولين المناط بهم إظهار الحقائق ومصارحة المجتمع .. فتجد بعضهم يتبجحون على الشاشات بشتي الوعود الوظيفية والرسومات والبيانات .. حتي لو اقتضي ذلك العبث بالإحصائيات.. كصديقنا الذي قال (٨٠٪ من فواتير الكهرباء لا تتجاوز المائة ريال) متعمداً إضافة منازل العمال والبقالات (ام لمبة ومروحة) كي يخفض متوسط استهلاك العائلة السعودية ليرسم صورة وردية.
لا يسعني في مثل هذه الحالات سوي استحضار دور الأبوين في تنشئة اطفالهم على الصراحة (لن أنسي صفعة والدتي التي انطبعت على خدي الصغير عندما كذبت ولم ادفع ثمن قطعة من شوكولاتة بحجم ميدالية المفاتيح) حين كان معظم أصدقائي يرجعون لمنازلهم مع أغراض صغيرة مسروقة من بقالة الحي او دكان المدرسة.. تحت مباركة امهاتهم الصامتة، و تكرار بعض العبارات التي ترفع العتب وتمهد مستقبلاً لسرقة الذهب مثل مقولة (صاحب المحل يستاهل لأنه حرامي) فيحصل تبرير للسرقة تلو الأخرى مع تطور في الأداء والبيانات.
وإن كنت مخطئ.. فاشرح لي يا حكيم الزمان (كيف انتشرت السرقات في مجتمع صادق متدين بالفطرة؟) ونعني بالسرقات (غش البضاعة واكل الدفعة الاخيرة على المحلات بعد التسليم واكل بعض المحلات عربون العميل وسرقات صغيرة يومية نخفيها تحت مسمي (يستاهل الحرامي) وغيرها من المقولات التي نبرئ بها ساحتنا من السرقات اليومية التي تحدث تحت ستار كذب مردنا عليه في دول العالم الثالث.
درجة الدكتوراه الجامعة الأوروبية الكنفدرالية السويسرية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *