قافلة السياحة إلى الباحة

• عبد الناصر الكرت

أقلت طائرة ناس في أولى رحلاتها من مطار الملك فهد الدولي بالرياض إلى مطار الملك سعود بالباحة فريق قافلة السياحة 34 الذي تنظمه الهيئة العليا للسياحة والآثار ضمن برامجها للتعريف بأهم المواقع السياحية بمناطق المملكة . وقد ضمت عددا من المسؤولين والكتاب والمثقفين والإعلاميين ، حيث كانت واحدة من المناسبات الجميلة التي سعد بها سكان منطقة الباحة ! لأنها حققت مطلبا هاما انتظروه طويلا بزيادة عدد الرحلات اليومية المنتظمة من وإلى المنطقة..لاستيعاب إعداد المسافرين الذين كانت يشغلهم كثيرا أمر الحجوزات ومشكلات الانتظار أحيانا وعدم وجود مقاعد في أحايين كثيرة ، مما كان يضطرهم للسفر برا إلى مطار الطائف أو جدة لإكمال رحلاتهم إلى الرياض .
وما تحقق يحسب لسمو أمير المنطقة الأمير مشاري بن سعود الذي بذل جهودا مشكورة في هذا الإطار حتى تنفذت على أرض الواقع .
وحقيقة الأمر فإن رحلات طيران ناس إلى جانب الخطوط السعودية تمثل إضافة هامة لخدمة المسافرين وكذلك تشجيع السياحة إلى هذه المنطقة التي حباها الله طبيعة خلابة وأجواء بديعة . ويأمل الأهالي أن تكون فاتحة خير لتنظيم رحلات ثانية إلى مدن أخرى بالمملكة بل وإلى بعض المطارات الخليجية والعربية في فصل الصيف .. خاصة وأن المطار مهيأ لهبوط الطائرات الكبيرة وقد غادرت منه رحلات دولية محدودة لنقل المعلمين في مواسم سابقة .
أما الأمر الآخر الذي سعدت به الباحة هو وصول نخبة من الكتاب البارزين والمثقفين والإعلاميين وبعض الشخصيات في قافلة السياحة والذين أبدوا دهشتهم لهذا الجمال الطبيعي الأخاذ والمناظر الساحرة والأجواء المنعشة والمواقع السياحية المبهرة . فأكثر من واحد يقولون لماذا السفر إلى الخارج وبلادنا بهذه الروعة ؟ وآخرون يقولون أين كنا من هذا الجمال الفتان ؟ نقف أمام الجداول المنسابة والشلالات المتدفقة والغابات الرائعة ونشاهد انهمار المطر وتساقط البرد ونحن في بدايات الصيف في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة في معظم المدن ! كانوا يعبرون عن مشاعرهم الصادقة لما شاهدوه من خلال البرنامج الذي رتبه بنجاح المكتب التنفيذي للسياحة بالمنطقة لعدد محدود من الأماكن السياحية التراثية والبيئية والأسواق الشعبية والمتاحف والكهوف نظرا لعامل الوقت الذي لم يسعفهم – في هذه الجولة السريعة – من الوصول إلى الكثير من الغابات والأودية والشلالات والسدود والمواقع التاريخية والأثرية والتراثية …ولم يمكنهم من الاطلاع على جماليات أقاليم السراة وتهامة والبادية ببيئاتها المختلفة وأجوائها المتباينة .
وعندما سئل أحد أعضاء الوفد عما سيكتب بعد العودة من هذه الجولة قال : اعترف بأن الكلمة تظل عاجزة عن نقل الحقيقة أو رسم الصورة ، والكتابة ستكون أقل من الواقع بكثير ، وأعتقد أن الكاميرا هي القادرة على نقل حقيقة هذه الأماكن المتفردة بجمالها . ويا ليت الإعلام يتحرك أكثر من ذي قبل لنقل صورة الواقع بجلاء لمنطقة تتوشح بالضباب وتغتسل بالهتان حتى في عز الصيف تختال بحليتها القشيبة من النباتات والأزهار والأشجار تزهو كأجمل عروس . ليتاح للكثيرين من السياح والمصطافين زيارة هذه المنطقة التي هي بحق عروس الجزيرة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *