قاطع لسان أمه
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درش[/COLOR][/ALIGN]
أذكر أن والدتي رحمها الله كانت تحكي لنا هذه القصة، ثم قرأتها مكتوبة للأطفال بصياغة الاستاذ الاديب محمد موفق سليمة، فأعجبتني، فقصصتها على تلاميذي الصغار اكثر من مرة.
وملخص القصة أن طفلاً سرق، وأتى بالمسروق لأمه، فشجعته على ذلك مرة بعد اخرى، حتى كبر، وصار لصّاً محترفاً، فلما ألقي القبض عليه، وحكم عليه بعقوبة قاسية طلب من القاضي ان يسمح له بمقابلة أمه، فلما قابلها طلب منها ان يقبل لسانها، ولكنه بدلاً من ذلك عض عليه وقطعه، فلما سئل قال: إن لسان أمي أوصلني إلى ما أنا فيه لأنها كانت تشجعني على السرقة.
مغزى القصة واضح، وهي اشبه بالقصص الشعبي الذي يتداول شفاها، وتحكيه الامهات والجدات للأبناء والاحفاد.
ولكني وجدت ان القصة ذات دلالة سلبية ايضا، وذلك أنها تجعل من الام مثالا سيئا، فمكانة الام التي نحاول دائما ان نثبتها من خلال الآيات القرآنية والاحاديث النبوية، وقصص الصحابة والتابعين، ومن واقعها الفعلي فيما تبذله وتقدمه لأبنائها تأتي هذه القصة لتفسد الصورة الجميلة للأم.
نعم .. الام بصفتها انسانة تحمل صفات خيرة وغيرها، ويجري على سلوكها ما يجري على سائر الناس، وقد تكون احدى الامهات أسوأ من ذلك ولا نعدم وقائع نستشهد بها، ولكنها لا تشفع في اتخاذ الأمثلة السيئة مادة لقصص أدبية نحط بها على الصفحات البيضاء الناصعة في عقول ابنائنا وقلوبهم قبل ان يبلغوا ادراك ابعاد الحياة بإيجابياتها وسلبياتها.
إن كان لابد من قص هذه النماذج فهي تصلح للكبار وخصوصا الفتيات والأمهات للتنبيه على خطورة الدور السلبي للأم في حياة ابنائها!!
التصنيف: