قابلت وزيراً في الفيس بوك

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

متعارف لدينا أنك عندما تسمع كلمة ( وزير ) فإنه يخطر ببالك شخص يرتدي البشت و يسير ببطء وأمامه وخلفه العشرات من عابسي الوجوه يصدون كل من ينوي الاقتراب من محيط معاليه حتى يختفي عن الأنظار وينتهي وميض فلاشات المصورين .
يبدو أن المتعارف عليه سيصبح من الماضي ، وسيأتي اليوم الذي نلتقي فيه الوزير وجها لوجه أو عبر الوسائل التقنية التي اختصرت الصوت والصورة وجعلت من المسافات والحدود مجرد أرقام وخطوط .
أقول هذا الكلام لأنه أصبح واقعاً ملموساً والبداية التي كنا نهابها قد اخترقت من قبل المسؤول الأول عن وزارة الثقافة والإعلام معالي الوزير الشاعر عبدالعزيز خوجه الذي أنشأ له صفحة على الفيس بوك ليتواصل مع الجميع دون حواجز ولا أبواب مثله مثل الكثير من مرتادي هذا الموقع الشهير .
معالي الوزير بصفحته هذه اختصر الكثير من الوقت والجهد ليصل إلى عقول الكبار والصغار .. يستأنس بطرحهم ويتحاور معهم وكأنه في مكتبه .. ليس هذا فحسب بل انه يقوم بنشر خواطره الأدبية وقصائده الجميلة ليحظى بتواصل كافة الفئات المهتمة بهذا الطرح .
هل كان ليحدث مثل هذا الأمر لو لا اقتناع الوزير ؟ وكيف اقتنع الوزير لو لا أن فكره وبعد نظره جعلاه يُقبل على التغيرات الإيجابية التي تطرأ بين الحين والآخر على حياتنا ، فهو لم يتقوقع في زمنه وخلف مكتبه ويجعل من الأحداث تتحرك بشكلها الكلاسيكي المعتاد .
يجب أن نعترف بأن معاليه أحدث ثورة عجلت بإيجابية التواصل بين السائل والمسؤول لذلك علينا الإسراع بتعميمها بشكل أوسع من خلال مطالبتنا بقية الوزراء الكرام بالتواصل التفاعلي مع شرائح المجتمع لمعرفة متطلباتهم والمبادرة في إيجاد الحلول السريعة.
التقنية الحديثة ليست بعبعاً يلتهم القيم والمبادئ كما صورها البعض ، إنما هي نبض الحياة في عصر يتسابق فيه أصحاب العقول الثرية للمسك بزمام المبادرة والريادة .
و من وجهة نظري البسيطة أن معالي الوزير لديه إيمان واضح بأسلوب التواصل المباشر دون العبور بسيل مديري المكاتب الذين أصبحوا ملكيين أكثر من الملك،ولكن للضرورة أحكاماً أجبرت معاليه على ما لا بد منه.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *