[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ريما عبد الحميد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

التقصير في الحديث حول دور المرأة في العالم العالمي الجديد ينتج عن ظروف ذاتية وموضوعية، وتختلط المسائل ببعضها اذ إن التخلف الاجتماعي والثقافي الذي تعاني منه المرأة في مجتمعاتنا يعود لسيطرة الرجل فقط ، واحتكاره لمهمة التخطيط والبرمجة، وانما يعود في كثير من الأحيان لنظرة المرأة الى نفسها نتيجة عدة معطيات لامجال للحديث عنها في هذا المقال، ولكن اذا كان لابد من مواجهة استحقاقات نظام العالم الجديد على مجتمعاتنا فالمرأة عنصر مهم وفاعل في المواجهة عبر كل اطر التنمية الاجتماعية اذ بغير هذه التنمية الشاملة يكون من الصعب امتلاك وسائل المواجهة.
فإذا اعتبرنا ان للمرأة دورا بارزا في التنمية الشاملة داخل المجتمع ، فهذا يعني انه سيكون للمرأة دور في مواجهة استحقاقات النظام الدويل الجديد المفروض علينا. ومما لاشك فيه إننا في عالمنا العربي ومجتمعاتنا عانينا كثيرا من الارتجالية في التخطيط والعشوائية وفجائية القرارات التنموية، اذ انها لم تكن تراعي في اغلب الاحيان اوضاعنا الاجتماعية، وبخاصة من حيث دور المرأة التي لم يكن لها نصيب من هذه الخطط ، وان حدث ذلك قليلا، إلا انها بكل صراحة لم تكن تشارك في رسم جوانب السياسة التنموية في مجتمعاتنا لظروف اجتماعية وذاتية ، وتهميش دورها في هذا الجانب جرّ على المجتمع بأكمله مصاعب عديدة، وخلق ازمات حادة كنا في عوض عنها لو اتيح للمرأة ان تؤدي دورها في السياسة التنموية الشاملة في بلادنا ، بدأ من المدرسة والمنهاج والأسرة والعمل المنظمة ليكون لها دور ريادي كالرجل في الاسهام في بناء المجتمع.
اننا نضع في تناقض عجيب غريب . فحين نتحدث عن المرأة ودورها نكتب كلاماً جميلاً نشيد بها وبضرورة ان يكون لها مكانة ودورةة. وعندما يأتي دور التنفيذ نتجاهل دورها ومكانتها، فكأن المجتمع العربي ثوب فضفاض تضيع في طياته عندما ندّعي ضخم البنيان ومخيف ، وداخله تتحرك امرأة العصر العربي في صله شديد التلاحم مع هذا الواقع والبنيان ، وطرح مسألة دور المرأة العربية في النظام العالمي الجديد هو طرح ومناقشة المستجدات الحاصلة على هذا الدور . مجتمعنا يمر بحالة انعطاف وتحول، وكي يمر هذا التحول بأقل الخسائر مطلوب انعطاف وتحول على صعيد دور المرأة من حيث الاسهام في العبء التنموي، وهذا لن يكون الا عبر افساح المجال لها في كل المؤسسات والميادين ، ثم ان تتخلص هي من واقعها السلبي الذي تعيشه، وان نتحمل شيئا من العبء الاقتصادي في العمل والانتاج عبر كل الاطر سواء على الصعيد المؤسسي او المنزل لتسهم في رفد المجتع، وتحمل بعضا من الاعباء. وعلى الجميع ان يتجاوزوا النظرة القاصرة الموروثة للمرأة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *