في يوم الصحة النفسية العالمي
[COLOR=blue]محمد اسليم [/COLOR]
كلنا يعرف بان عدد المرضى النفسيين والعقليين في العالم العربي في ازدياد رهيب, لاسيما أن هناك ظروفاً نموذجية سيئة يكاد لا ينافسنا عليها احد, في إنتاج المرض النفسي والعقلي, فهناك إهمال لا يمكن إغفاله للصحة النفسية في العالم العربي, وعدد قليل من العوائل الفلسطينية التي تؤمن بجدوى المراجعة للطبيب النفسي, أو إجراء فحص روتيني للقوى العقلية للفرد أو للعائلة, لأن هذا النوع من الأمراض ساري المفعول في العديد من العائلات, بداية من الهستيريا المزمنة في العائلة الواحدة, والعداء وليس انتهاء بالأسلوب السيئ والجهل في تربية الأبناء, والأمية الثقافية المتفشية في بعض العائلاتبامتياز, وبالتالي فنحن لا نحفل بهذا النوع من الوعي النفسي, ولم نكترث لليوم العالمي للصحة النفسية, والذي لا يعرف عن هذا اليوم شيئا نقول : بأن اليوم العالمي للصحة النفسية يصادف (10 تشرين الأول أكتوبر) هو يوم المعرفة والوعي والدعم للصحة النفسية العالمية.. وقد تم الاحتفال به للمرة الأولى عام 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية, وهي منظمة دولية للصحة النفسية تضم أعضاء وشركاء من أكثر من 150 دولة ، كما أن هذا اليوم يعتبر في بعض الدول جزءا من أسبوع التوعية بالأمراض النفسية, وبالتالي فانه يتعين علينا نحن الشعوب الأكثر عرضة للإصابات بالمرض النفسي, أن نولي اهتماما فعلياً بهذا الأسبوع الخاص بالمرض النفسي, أو بالوقاية منه, لاسيما ونحن نعاني في فلسطين من ظروف موضوعية قاهرة, ونحن نتعرض لشتى أنواع الموت والقتل والإرهاب النوعي والكمي, وان أطفالنا بالضرورة يعانون من الشعور بالرهاب وفوبيا الشوارع وعدم الاستقرار النفسي المطلوب للحلم بيوم غد, وغالبا ما تكون هذه الجروح النفسية حواضن نفسية لتربية العدوانية, واستسهال العنف, وعدم توليد الشعور المطلوب بحب الحياة والتعليم والعمل, مما يولد لنا جيلا صعب المراس, غير قادرين على توجيهه اجتماعيا أو تربويا كما يجب, مما يسفر عنه ضياع لأي تأمين مستقبلي على الحياة في فلسطين, لاسيما ونحن نعاني منذ أكثر من أربعين عاما من ويلات الاحتلال والعدوان الصهيوني, ومن كل ما وفرته الظروف السياسية في فلسطين من فائض في العنف والقسوة, وغيرها من المظاهر التي تدمر الحياة المدنية وتعرض الشخصية الفلسطينية إلى ضغوط نفسية كبيرة, حتى صار من المتعذر الحديث عن حياة سوية في فلسطين اليوم, ولعل هذا سبب أكثر من كاف يجعلنا نعيد النظر بالتوعية النفسية للمواطن الفلسطيني, وبذل الجهد المطلوب لإعادة تأهيله للحياة, تلك التي صارت عبئا نفسيا واجتماعيا على الفلسطينيين, الذين باتت حصولهم على الراحة والطمأنينة نوعا من المستحيل, الذي من الصعب الحلم فيه, أو التطلع إليه في الليل أو في النهار.
التصنيف: