فهد بن محمد علي الغزاوي

علمٌ نَسَجْتُ خيوطه بألياف قلبي… ورفعته فوق هامة رأسي. ووقفت حائراً أمامه متأملاً
مستدعياً أمجـاد أجدادي … ودعوت ربي أن يحفظ عرش بلادي.
يا دار أرقم بالحديث تكلمي وبالفرقان هللي… فراية التوحيد تخفقُ فوق كل بلادي.
يا بيعة الرضوان من في الأرض بارككِ … وسار على نهجك الصياد والملاحُ
فالله ينصرها ويحميها كلما طاف بالبيت طائفُ.
بمناسبة مرور ست سنوات على بيعة الرضوان للملك الصالح/ خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أود أن أذكر في عُجاله أن عهده الميمون اتسع للعديد من المشاريع العملاقة وأولها وأهمها في نظري ما يمس احتياجات المواطن.. فالتعليم على سبيل الذكر لا الحصر اتسع مجاله وعلا شأنه وشمل الكثير من أبناء الوطن الغالي سواء ما كان منه للتعليم العام أو التعليم العالي. نحن نُدرك كآباء ومربين وصحفيين أن الكثير من أبناءنا خارج مملكتنا العزيزة في بعثات خارجية تتمثل في الدراسات العليا والتخصصات النادرة ويُقارب عدد المبتعثين خارج البلاد خمسة وثلاثون ألف طالب وطالبة. ولا ننسى بالأمس القريب افتتاح خادم الحرمين الشريفين لجامعة الملك عبدالله (كاوست) وأتبعه أطال الله بقاؤه بافتتاح جامعة الأميرة (نورا) وهذان حدثان جليلان في تاريخ التعليم في بلادنا الحبيبة لما اتسمت به الجامعتان من صروح تعليمية وتخصصية نادرة في تاريخ التعليم بالمملكة.
لا ننكر ما تم اعتماده في الميزانيات الحالية والسابقة من أموال طائلة تُنفق على تطوير التعليم العام وتحسين مستوى أداء الطلاب والمعلمون.. فقد أصبحت ميزانية وزارة التربية والتعليم تحظى بالكثير من الدعم المالي والتأييد الشخصي من قِبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
اليوم نحتفل جميعاً بيوم البيعة السادسة لخادم البيتين ويهمني أن أذكر افتتاح طريق الملك عبدالله النموذجي بالرياض. كما أوضح ذلك سمو الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عند افتتاحه لهذا المشروع الضخم في العاصمة.
فعلاً إن أعمال الملك الصالح/ عبدالله بن عبدالعزيز هي أكثر من أن تحصى في مقالة أو في جلسة ولكنني آثرت أن أذكر رؤوس أقلام عن بعض أعماله أطال الله بقاؤه ووفقه ومتّعه بالصحة والعافية..
نحن شعب المملكة أوفياء بطبعنا لا ننسى قدوم خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية خارج المملكة وما واكبها من مراسيم وأوامر ملكية سامية كانت جميعها وفي مجملها تصب في مصلحة الموطن وتحسين مستوى دخله المادي والاجتماعي والاقتصادي. حقيقة عُمر الرجال لا يُقاس بالزمن بل بالأعمال والأقوال المقرونة بالأفعال!!
فما تشهده اليوم بلادنا من مشاريع تنموية وتطويرية لهو دليلٌ واضحٌ على اهتمام القيادة الحكيمة بالوطن والمواطن عموماً وأن تصل بلادنا إلى أرقى ما وصلت إليه دول العالم الأول. فقد صدر عن خادم الحرمين مؤخراً أمره الكريم بتأسيس ( هيئة مكافحة الفساد) لترسيخ النزاهة والمصداقية والشفافية في الأجهزة الإدارية والخدمية في الدولة. كما تعمل حكومة خادم الحرمين الشريفين على مسابقة الزمن في سرعة إنجاز المشاريع الضخمة الخاصة بالبُنى التحتية والمشاريع التنموية.
أود هنا أن أشير إلى ما تحقق في هذه الفترة في السياسة الخارجية للمملكة.. فقد حصل خادم الحرمين الشريفين على تأييد عالمي ودولي من رؤساء وقادة الحكومات والعمل السياسي لما يتمتع به من مكانة مرموقة وإحساس صادق تجاه قضايا العالم العربي والإسلامي.
كما يتمتع جلالته بشخصية هادئة متوازنة تميل إلى الحكمة والتعقل في اتخاذ القرارات السياسية الخارجية.. وهذا خير دليل على تخطي المملكة كافة المواقف والصعاب. فاشتهرت المملكة أنها من دول الاعتدال والإتزان في مواقفها الداخلية والخارجية واتخاذ الحوار نهجاً قويماً لحل الكثير من الخلافات في وجهات النظر. فتاريخ المملكة حافلٌ بالإنجازات التي تعتمد على أسلوب الطرح والتعقل والتريث في إصدار القرار وهذا ما يتجلى اليوم أمامنا في موقف المملكة في القضايا الإقليمية الراهنة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.. وخاصة دولة البحرين الشقيقة وتحريك درع الجزيرة للقيام بواجبه. بالإضافة لما تقوم به بلادنا ممثلة في مجلس التعاون الخليجي تجاه المبادرات المتتابعة لجارتها اليمن. فمجلس التعاون الخليجي بدعم وتأييد من المملكة العربية السعودية استطاع أن يثبت دوره وأن يخطو خطوات واسعة في أحلك الظروف التي تواجه المنطقة ولا يمكن أن نقيس عمر مجلس التعاون بالزمن بل بما يُحققه دائماً خلال عمره الطويل وإنجازه الكبير الذي يُقارب ثلاثون عاماً من التوافق والتفاهم بين أعضائه حيث أعطى المنطقة الخليجية دعامة قوية لثباته ورجاحة مواقفه إزاء ما يحدث في عالمنا خاصة إقليم الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، حيث أثبت مجلس التعاون أنه قادر على حماية دوله من خلال تكاتفها وتلاحمها وما يربط بينها ويجمعها من وحدة الدين والدم واللغة والأنظمة والجيرة .. وهذا ما رأيناه واضحاً تجاه ما حدث ويحدث اليوم في منطقة الخليج. فشعب المملكة دائماً ما يقف بجوار قيادته في كل ما يُحقق لبلاده الأمن والرخاء والاستقرار. داعين الله أن يحفظ قائد مسيرتنا الذي استطاع بجهده وفكره وعطائه أن يرقى بالمملكة إلى المكانة التي تليق ببلاد الحرمين الشريفين والتي يتطلع إليها جميع شعوب المنطقة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *