[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي [/COLOR][/ALIGN]

أراد أحد الصحفيين المتحذلقين أن يمتدح بمهارة فائقة رئيس مطبوعة يكتب فيها يومياً ، وأسبوعياً ، وشهرياً فلم يجد من المناسبات غير مناسبة إصابة رئيس المطبوعة في يده إثر سقوطه المفاجئ في ممرات المطبوعة فراح يصف يد رئيس المطبوعة وصفاً إنسانيا رقيقاً فاق وصف الحبيب للقمر، ووصف العاشق للمحبوب « حتى ظننت أن يد رئيس المطبوعة تختلف اختلافاً كلياً، وجزئياً ، وطولياً ، وعرضياً عن بقية خلق الله».
ومن حق الكاتب، الصحفي المتحذلق أن يمدح يد رئيس المطبوعة التي يكتب فيها على اعتبار أن هذه اليد هي التي تمضي على الشيكات، ولو اعترضت هذه اليد على الامضاء لما تم توقيع هذه الشيكات، ومن حق الكاتب، الصحفي المتحذلق ان يمتدح يد رئيس المطبوعة التي يكتب فيها على اعتبار أن هذه اليد هي التي تجيز المقالات، والاحاديث والخواطر التي يسطرها بقلمه!
ومن حق الكاتب، الصحفي المتحذلق أن يمتدح يد رئيس المطبوعة التي يكتب بها باعتبار أن تعرض هذه اليد للإصابة يعتبر خسارة ما بعدها خسارة للمشتغلين، والمشتغلات بالكتابة في وقت صارت فيه الكتابة نوعاً من أنواع التسلية غير الأخلاقية فكل من له خاطرة، أو رأي أو كلمة أو لديه علة أو يعاني من قوة، أو ضعف أو نقص يمارس الكتابة على حسابه وعلى حساب الآخرين!
من حق الكاتب ، الصحفي المتحذلق أن يمتدح يد رئيس المطبوعة ، وان يتغزل فيها لكن ليس من حقه ان يقول لنا أن هذه اليد الغليظة «يد رئيس المطبوعة غليظة بمعنى متينة» بريئة على طول الخط ، لا تكتب إلا كل شيء بريء ، ولا تعرف الحقد ، ولا الحسد ، ولا الكره، ولا الشر وأنها لم تكتب يوماً حرفاً ضد احد تبتغي مصلحة، أو تسعى وراء غاية مبتذلة، وأن هذه اليد ظلت مرفوعة الهامة، طويلة القامة، تكتب في دروب الخير وتحرص على أن يجني الإنسان كل هذا الخير!!
عزيزي الكاتب، الصحفي ، المتحذلق لم تترك لنا فرصة نتعاطف فيها معك تجاه يد رئيس المطبوعة الذي قلت انها اصيبت برضوض وأنها ستعاود الكتابة من جديد وأنها ستواصل العطاء، لم تترك لنا فرصة التعاطف مع يد رئيس المطبوعة التي اصيبت برضوض خفيفة « كما كشفت لنا ذلك في نهاية سطورك المكلومة» .. فقد كان المطلوب منك – لتساعدنا على إظهار هذا التعاطف تجاه يد رئيس المطبوعة – أن تكتب عن بريق عينيه الأخاذ، وعن دهاء إدارته ، وعن نجوميته، ونجومه وعن علاقاته الواسعة، الشاسعة وعن رحلاته المكوكية، ونجاحاته الباهرة، وعن ، وعن، وعن، وتترك امتداح موضوع « يده الغليظة وما لحقها من رضوض وإصابات خفيفة « لصفحات الأخبار أو باقات الورود فليس في تلك اليد الغليظة ، وما تكتبه وتسطره وتنشره شيء له علاقة بأي عطاء إنساني حتى ولو كان عابراً وعادياً .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *