في القاهرة وبعيداً عن الإعلام

Avatar

ليلى عناني
بعد محاولات ومداولات حول السفر إلى القاهرة والمخاوف التي ينقلها الإعلام عبر الفضائيات والتي تملأ الرؤوس انتصرت على الذهاب بصحبة آمنة ممن يعشقون مصر أم الدنيا وبعد الشد والجذب جئت بحثاً عن شيء أريد تأكيده فالقلم يدفعني لأن أبحث وأتقصى، وأقلعت الطائرة وحلقت بنا في الفضاء بعدما حلقت روحي قبلها، فأنا لم تطأ قدمي أرض القاهرة منذ زمن طويل.
إلى أم الدنيا اتجهنا وفي عقولنا كثير من التساؤل وحب الاستطلاع عن تقصي الأوضاع على أرض الحدث، قابلتنا مصر بأحضانها وبأهلها وبكل سهولة ويسر تمت إجراءات دخولنا محاطين بكل ترحيب، وتأكدت بأن \”الحياة بلا أمل كأنفاس بلا حياة\” فالأمل يملأ كل القلوب والعقول لمحبي مصر ورأينا كيف أن حب الوطن يدفع بالإنسان أن يحافظ على بلاده وتراثه الغالي، وكيف تسير الحياة رأينا الناس وهم متجهون لأعمالهم وعائدون والتلاميذ من مدارسهم بعد تأدية اختباراتهم، فالعالم يعرف جيداً أن الله خلق الأرض في ستة أيام، وأن مصباح علاء الدين ما هو إلا قصة نُسجت خيوطها من خيال الإنسان،ومن اعتقد بأن مصباح علاء الدين حقيقة وأن من سيأتي لحكمهم سيشبع ويرضي عقول كل الأمزجة ليس واقعا أكيدا لذلك يجب التأني والاطمئنان إن غداً لناظره لقريب والصبر طيب في جميع الأديان، وما عليهم إلا الانتظار، لترشيح قبطان يحبونه ويأخذ بزمام هذه السفينة الفرعونية الضخمة على كوكبنا كوكب الأرض.
لا تخلو مجتمعات من الصراع بين الخير والشر مهما عاش الإنسان فقابيل وهابيل أول من أكد تلك الخصلتان فهل يستطيع إنسان نكران ذلك؟ ومهما طال بنا الزمان سيبقى الصراع حتى تفنى الأرض ومن عليها.
تسير الحياة هنا بسلام وترى الأغلبية وهي تُتوج بتاج من الصبر والذي تبدل طعمه من المُر إلى الشهد فالفرج قريب والكل يبتسم ويمرح ولم تخلُ الشوارع من السيارات ولا السواح ولا المواطنين بجميع طبقاتهم لقد شاهدنا وجوها غير الوجوه وابتسامات مطبوعة عليها ترحب بالجميع، رأينا الشباب وهم يدهنون الأرصفة ويرسمون أعلام مصر في كل مكان ويكتبون جملا رائعة تحث الجميع على الحفاظ على مصر، رأينا الإخلاص الصافي عن قرب في تصرفات شعب مصر وإن كان القليل منهم متوترا، ذهبنا للأسواق المفتوحة ولم نشعر أننا خارج مملكتنا الحبيبة فهي في غاية الجمال وفيها كل ما في بلادنا من بضائع ترضي جميع الأذواق. رأينا نهر النيل العملاق بفروعه الجميلة يخترق أحياء قاهرة المعز لينظر بدوره لمن يجلسون على ضفافه لقضاء سويعات تصفي قلوبهم وهم يدعون بحفظ مصر من كل خائن ويحدثهم ويؤكد لهم بأنه سيظل يجري في عروق مزارعها ويروي عطش كل كائن حي يعيش على أرضها، رأينا الجمال في كل شيء وفي آثارها، جمال مميز يظهر عراقة تاريخها.
همسة: لقد أثبتُ لنفسي أولاً إن ما تتحفنا به وسائل الإعلام المتطورة، ونقل الحدث من بؤرة صغيرة على أرض كبيرة لتضخمها شاشاتها لا تعني المعاناة المطلقة للجميع في عالمنا البديع، حماك الله يا مصر وحمى بلادنا وجميع البلاد في ظل الشعوب الأبية الكريمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *