في أحوال جدة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
كما أن الأنظمة وضعت لتسيير العمل وانجاز المعاملات فإن التحدي يكمن في كيفية تنفيذ الأنظمة وأسلوب انجاز المعاملات والخدمات لإنجاز مصالح المواطن بأسرع ما يمكن دون تعقيد أو روتين، وهنا يكون الرجل المناسب في المكان المناسب مسؤولاً كان أو موظفاً.
وبالنسبة لي وعلى مدى سنوات طويلة من العمل الحكومي والصحفي قابلت العديد من النموذجيين، من يطبق الروتين بحذافيره ومن ينفذ روح الأنظمة والقوانين.
فالأول يضع المعوقات رغم توفر الاجراءات ولا يكلف نفسه جهداً أو سعياً لإنهاء معاملات المراجعين ولا يكلف نفسه حتى كلمة طيبة يوجه بها المراجع الذي قد يغيب عنه استكمال بعض الأوراق. أما أصحاب الخبرة والرؤية والقدرة فيتفهمون نصوص الأنظمة وجوهرها وأهدافها، لذلك يختصرون الوقت ويحققون مصالح العباد من اقصر الطرق ودون مخالفة، وهؤلاء الأكفاء هم أكثر نجاحا في اعمالهم واداراتهم ويعطون انطباعا جيدا عن جهاتهم الحكومية والرضا والدعوات، فالمشكلة دائماً ليست في الأنظمة والقوانين، وإنما في التطبيق.
والأسبوع الماضي لمست هذا الموقف، فقد قصدت ادارة الاحوال المدنية بمنطقة مكة المكرمة في جدة، وعلاوة على مبناها الذي انتقلت إليه واستثمرته في التنظيم وراحة المراجعين، فإن أداء الإخوة فيها ادارة وموظفين يشرح الصدر لما يجده المواطن من حسن معاملة وإنجاز المعاملة وتحقيق ما جاء من أجله وبسرعة ما أمكنهم ذلك، وكلنا نعرف دقة عمل الاحوال المدنية وأهميته، فكل معاملاتها تتعلق بوثائق دقيقة تخص المواطن بعد ذلك في كل حياته.
وبالنسبة للمعاملتين فكانت احداهما تخص حفيديّ اليتيمين والأخرى تتعلق بي، حيث كنت أحمل بطاقة احوال بصورة تبدو فيها نقطة بالعين جراء حادث سابق، والحمدلله قد زالت بعد اجراء عملية جراحية فكان لابد من تغيير صورة بطاقة الأحوال حتى تبدو علامات الصورة كما أنا في الحقيقة، فوجود علامة في الصورة غير موجودة في صاحبها يعني أبسط شيء أنه يبدو شخصا آخر وإن تشابهت الملامح، ولذلك حرصت على استخراج بطاقة جديدة تتطابق فيها الصورة مع عيني بعد ازالة العلامة جراحيّاً.
لقد ذهبت إلى الاحوال المدنية وفي ذهني تصور لصعوبات وقلت لعلي أطلب شفاعة ومعي من الإفادات الطبية ما يثبت العملية الجراحية في العين كما أني كنت ولسنوات طويلة على تواصل مع ادارة الأحوال باعتبارها احدى مصادري في العمل الصحفي الميداني أيام النشاط والحمدلله على كل حال. وهذه هي المرة الأولى التي أقابل فيها مدير عام الأحوال المدنية بالمنطقة الحالي الأستاذ تركي بن محمد بن صالح الملافخ، وإن كنت أتابع جهود الاحوال وما أسمعه من خير الكلام عنها تنظيما وجهودا، وقد لامست ما سمعت وأكثر فليس من رأى كمن سمع.
لقد قصدت مكتب المدير العام وصافحته والحقيقة استقبلني بكرم وأريحية وبشاشة، وما إن جلست حتى شرحت له حاجتي من معاملات خاصة ما يتعلق بتغيير صورتي في الهوية ومبررات ذلك، فوجدت من سعادته كل التفهم بل والترحيب بمثل هذه الخطوة، وعلى الفور طلب أحد الموظفين وكلفه بتصويري وإنهاء المعاملة في الحال ، وذهبت مع ابننا الموظف، وخلال وقت وجيز كانت بطاقة الاحوال الجديدة في جيبي شاكرا ومقدرا هذه الاريحية لمدير عام الأحوال المدنية بالمنطقة وادارته التي هي قبس من روحه الادارية.
إن موقفا كهذا لا بد أن يشعرك براحة ورضا وتدعو بالخير للمسؤول وادارته بالتوفيق ولذلك أجد من باب الانصاف أن نقول للمحسن أحسنت وللصادق صدقت وللمنجز أنجزت، فشكراً للأستاذ الفاضل تركي بن محمد بن صالح الملافخ مدير عام الاحوال المدنية بمنطقة مكة المكرمة على انجاز مصالح الناس، ونتمنى أن نرى هذه الروح راسخة في كافة اداراتنا الحكومية ولا نرى ادارات كل هم بعض موظفيها انقضاء اليوم والدوام على حساب مصالح المراجعين.
إننا بحاجة إلى التعمق في جوهر نصوص الانظمة لمنع الوساطات، وتكون تقوى الله ديدن كافة الجهات والعمل بالتوجيه النبوي الشريف \”إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه\” فالتيسير على الناس نعمة وإنهاء معاملاتهم واجب وطني وتكليف، وما وضعت الدولة مسؤولا ولا موظفا في مكتبه إلا من اجل ذلك، ومن هنا أقول شكراً للأحوال المدنية بالمنطقة ولمديرها العام وجزاهم الله خيراً، والله اسأل لهم وللجميع التوفيق والسداد.
حكمة:
أحسنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم
للتواصل: 026930973
التصنيف: