فى يوم الطفل أطفال فقدوا هويتهم بسبب الأباء

نيفين عباس

بينما يحتفل العالم بيوم الطفل هناك أطفال تنظم الحياة إحتفالاً قاسياً بحقهم، التفكك الأسرى الناجم عن الطلاق الذى يقع بين الزوجين من المشاكل الإجتماعية التى لها حضور قوى فى مجتماعتنا العربية، فعند وقوع الطلاق يشعر كل طرف ان معاناته مع الطرف الأخر قد إنتهت فيقوم بإلقاء كل ما يتعلق به خلف ظهره ، غير مكترث للعواقب التى تأتى فيما بعد ، بالنظر للأمر نجد الكثير والكثير من النماذج التى إعتبرت الأطفال جزء لا يتجزأ من الصراعات القائمة بين الزوجين ليتحول الأبناء من مجنى عليهم لجناه ، الطلاق لا يأتى من فراغ لكنه المحطة الأخيرة بعد المرور بمحطات صعبة للغاية ليصبح هو الدافع القوى لإتخاذ القرار

لكن ما الذى يمكن أن يفعله الأباء للأبناء فى تلك الحالة خاصة وأن الطلاق يكون للزوجة والأطفال معاً ، فنجد تأجج للصراعات بين الزوجين على أعتاب المحاكم للحصول على حق الأطفال مما يجعلهم أكثر عُرضه للأذى خاصة المراهقين منهم فهو يتحول لشخص معادى للمجتمع ، غاضب يريد التنفيس عن ما بداخله من غضب فيقوم بتصرفات عنيفة وسلوك غير منضبط لنصبح بالنهاية أمام قاتل أو سارق

الأمر ليس مقتصر على المراهقين فحسب بل على الأطفال أيضاً فالطفل لا ينشأ فى بيئة سوّيَه وهذا ينعكس بالسلب عليه فيشعر بتشتت خاصة وأنه غير ناضج ولا يدرك ما الذى يدور حوله بينما يشاهد من هم فى عمره ينعمون بإستقلال نفسى وأسرى فى الوقت الذى يكون هو بحاجه للحب والرعاية والإهتمام والتعبير عن مشاعره

ما يجب أن يعرفه الأباء أن التأثير على الأبناء عند الطلاق ليس أمر نسبى أو من الممكن أن ينتهى مع مرور الوقت لأنه يدخل فى نشأة الطفل ويكون المسؤول الأول عن سلوكه مستقبلاً خاصة أنه عانى أشد معاناة عند إنفصال الوالدين فأصبح الشخص الأكثر عُرضه للأمراض النفسيه والمشاكل السلوكية والتعاسة وواجه الكثير من الصعوبات المجتمعية التى جعلته ناقم على كل أسرة مترابطة

فوضع الطفل فى موقف يجبره على الإختيار بين طرف من الطرفين والإنحياز له لا يأتى بالسلب إلا على الطفل نفسه ، نعانى أشد معاناة من الأفكار العقيمة المترسخة فى عقولنا والتى من الصعب تغييرها ، فعندما يقرر الرجل ترك زوجته او العكس نجد أن المشاعر الأولى للكراهية بين الزوجين تترجم على الأطفال فيصبح كاره لكل ما يتعلق بالطرف الأخر حتى الأطفال

لا يوجد علاج للحد من ظاهرة التفكيك الأسرى سوى الحوار وإعطاء المزيد من الوقت للأبناء حتى بعد وقوع الطلاق لإيصال إحساس لهم بأن الحياة ما تزال مستقرة كما كانت فى السابق بعيداً عن كل تلك الخلافات المشتعلة بين الزوجين وشرح أسباب الطلاق للطفل بعيداً عن التعصب ومشاعر الغضب والسخط من الأخر فتعاسة الطفل وسعادته لا بيد الأم أو الأب وحدهم بل هم الإثنين مسؤولين عنها مسؤولية كاملة

عند الإقدام على قرار الطلاق يجب وضع الأطفال فى الحسبان وترك الغضب جانباً ولا تعتقد أن الطفل سيتقبل الأمر بسهولة فقط لأنه مجبر على ذلك أو حتى مجبر على العيش به فما أوسع الشوارع التى تضج بالفساد والضياع ، أيضاً المشاكل المترتبة إقتصادياً على الأسرة يجب أخذها بعين الإعتبار فالعقاب للزوجة أو الزوج الطفل غير مسؤول عنه ففقدانه بالأساس لأحد أفراد أسرته كالأم أو الأب تعنى له فقدان حياته بكاملها وليس منزله فحسب

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *