فى عالم لا كلمة فيه للرجال
الحرية الحقيقية للمرأة تكمن فى قوتها وتملكها لنفسها دون وصاية على إنسانيتها
كم أتمنى أن تعيش المرأة العربية أزهى عصور الحرية لها ، ولا أقصد هنا الحرية التى يدعوا لها البعض وشاهدنا فى الأيام السابقة الأخيرة إطلاق وسوم تحمل نوايا خبيثة تدعوا لتحرر المرأة لا حريتها !
الحرية التى أقصدها بعيدة تماماً عن المفهوم السطحى للحرية التى يقصدها المتحذلقون مدعين العدل والمساواة والديمقراطية ، الحرية التى أتحدث عنها حرية العقل، الفكر، القيم
بدون أى إنفعال شديد ولا مظاهر للغضب أو الإعتراض لما لا نعطى للمرأة فرصة لتسلم عجلة القيادة عن الرجل قليلاً وهنا يمكنها إما إثبات النجاح أو الفشل وفى الحالتين سيكون لها شرف التجربة
فعلى سبيل المثال نترك المجال للمرأة أن ترأس الرجال فى العمل أو أن تدير الحوار وتتحدث بثقة تجعل الرجل يستمع لها بإحترام دون إستهزاء فى قرارة نفسه بها وبكيانها فقط لأنها إمرأة وأنه تربى فى المجتمع الشرقى على أن المرأة مخلوق ناقص لا مكانة أو كيان له !
يجب أن تخرج المرأة من نظره الرجل من هذا الإطار فلا يجوز أن نختصر المرأة فى المنزل فقط أو العمل فقط بل هى شريك أساسى فى كافة مجالات الحياة
لا يوجد مجال حكراً على الرجال فقط فهذا التصور هو ما يضر بالمجتمع ويصل بالنساء لحالات الكبت الشديد ، فى مقالى السابق حياتى على يمينى وذاتى على يسارى والجميع خلفى
وجدت بعض النساء تتحدث إلى فى الهاتف بنبرة إمرأة مكبوتة مقهورة وما جعلنى أشعر بالحزن الشديد عندما أتتنى أحد تلك المكالمات ووجدت بها المتحدثة تبكى لإحساسها بالقهر
فهى لم تجد التقدير الكافى وأهدرت أجمل أيام عمرها وسط أشخاص لا يقدرونها مما جعل بعض السطور البسيطة فى مقال تبكيها لأنها كما قالت لى حرفياً “جت على الجرح”
هذا الأمر محزن للغاية ويجعلنى أتمنى لو أن للنساء عالم موازى لا مكان ولا كلمة للرجل به ، هؤلاء النساء يحتاجن إلى قدر كبير من القوة وتعزيز للثقة بالنفس ، بسبب الأفكار العقيمة المترسخة من جيل إلى جيل أصبحت المرأة عبارة عن دُمية فى نظر الرجل
فهو يراها عديمة للفهم ، له كامل الحق فى الوصاية عليها وعلى جميع تصرفاتها ، غير قادرة على حماية نفسها او إتخاذ القرار إلا بعد الرجوع له ، لا قيمة لها إلا بوجوده !!
فكم أتمنى لو أن هذا العالم يصبح يوماً ما حقيقة حتى نستطيع جمع كل هؤلاء “المكبوتات” فى الأرض وإعطائهن جرعة قوية من الثقة بالنفس حتى تشعر أنها إنسان قبل أن تكون إمرأة كرمها الإسلام وعزز مكانتها وحتى تدرك قيمتها الحقيقية ودورها فى الحياة وأنها لولا وجودها لما كان هذا الرجل !
التصنيف: