فى زمن أصبح الشرف قناعاً للخيانة

نيفين عباس

فى زمن إدعاء الفضيلة والتخفى وراء الأقنعة هل يستطيع أحد أن يعلن عن نفسه ؟؟ هل يمتلك شخص من الشجاعة ما يجعله يواجه المجتمع بالقناع الذى يخبئ الكثير من الزيف خلفه ؟؟

وراء كل شخص مُدعى للفضيلة والإحترام قناع يخبئ به مكره السيئ وكذبه وخيانته ، الخيانة لا تقتصر على الرجل والمرأة فحسب بل ممتدة ومتشعبة وتشمل الكثير من جوانب الحياة ، خيانة الأقارب والأهل والأصدقاء والخيانة حتى بالنظرات ، الخيانة أصبحت هى الطابع الغالب ولكن لا أحد يعلن بشكل صريح عن ذلك الوجه الحقيقى له فيقوم بإرتداء قناع يخفى به تلك الأفعال ، عقوق الوالدين صورة من صور الخيانة فمن ينكر ويجحد بسنوات الشقاء والعطاء التى أفنى الأب والأم عمرهم فيها ليخرجوا للمجتمع شخص صالح ما هو إلا إنسان خائن لأقرب الأقربين له ثم يظهر أمام المجتمع بصورة ملائكية تخدع من ينظر إليها فى حين أنه يخبئ ورائها عقوق لوالديه ، ممارسة الخيانة أيضاً لا تقتصر على قناع البر بالوالدين بل هناك قناع أخر وهو قناع خيانة الأمانة والأسرار بإسم الصداقة وما أكثر من يرتدون ذلك القناع فى هذا الزمن فمن يؤتمن على الأسرار أصبح عملة نادرة فإنتشرت بشدة ظاهرة الخيانة وإفشاء الأسرار بين الناس وتناقل الحديث خاصة بين النساء وبعضهن البعض وهناك بعض الأشخاص الذين يتبعون سياسة “المعايرة” مما يجعلهم خزينة أسرار الأخرين فقط لوقت معين وعند وقوع أحد المشكلات تكون تلك الأسرار على العلن دون مراعاة لعواقب إفشاء تلك الأسرار فيبدأ الطرف الذى من المفترض أن يكون أميناً على السر فى إفشائه وتوريط الأخر فى الكثير من المشاكل بينه وبين الناس ويرتدى قناع الفضيلة والبراءه والصداقة حتى يصل الأمر للقطيعة فى النهاية أو يتطور الأمر للأسوء وهو الإنتقام لكرامة الإنسان وشرفه فالنساء ما أكثر أسرارهن وعند إفشاء أحد تلك الأسرار تكون العواقب وخيمة وتتمزق أربطة المودة والرحمة التى تحكم الزوجين مما ينتج عنه تشتيت الأسرة وليس الأمر هدر للكرامة والشرف فقط بل هو هدم لكيان أسر كاملة ومستقبل أطفال ، أيضاً الإنسحاب وقت قول الحق ما هو إلا خيانة فمن يعتقد أنه بإنسحابه وقت شهادة الحق لإنصاف إنسان يقع عليه ظلمٌ ما هو إلا الظلم بعينه فقول الحق هو السبيل الحقيقى للنجاة مهما كانت العواقب فمن يعتقد أنه بالإنسحاب سيرتدى أمام الأخرين قناع العقلانية والحكمة ما هو إلا شخص منافق فالقوة تكمن فى نصرة الضعفاء ورفع الظلم عن المظلومين لا المساهمة فى وقوع الضرر عليهم بإسم الإنسحاب بشكل عقلانى ! ، ما أكثر الأقنعة التى يرتديها الكثيرين يخفون ورائها الكثير من الزيف والخيانة فالخيانة كما ذكرت غير مقتصرة على الرجل والمرأة فحسب بل زملاء العمل والأقارب والجيران وكل ما يتعلق بطعن الأخرين فى الخفاء والظهور أمامهم بوجه أخر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *