فى تربية الأبناء بين الإنحلال والحرية شعره

لا يخفى على أحد تخلى الكثير من الأجيال الحديثة عن القيم والمبادئ ، فتنوعت أشكال التخلى فى ترك المسؤولية الأسرية وأخرى فى التعليمية وأخرى دينية حتى وصلت إلى الوطنية

لا أحد يستطيع جزم الأمر الذى تسبب فى ذلك ، فلا هو بسبب الحياة الغير سوية أو الظروف المعيشية الصعبة التى يواجهها الشباب من تشتيت الأسرة وعدم إستقرار العلاقة بين الأبوين أو عدم إعطاء الأبناء الرعاية الكافية ، برغم ضعف تلك الإنحرافات وسهولة التغلب عليها إلا أنها إستفحلت وإستقوت وأصبحت آفة من آفات العصر ، نسمع كثيراً عن قضايا فى بعض الدول العربية لفتيات هربن من منزل الأسرة أو الإنفصال عن الأسرة والإستقلال بالحياة الخاصة بهن بدعوى الحرية والديمقراطية أيضاً شباب يتعاطون المخدرات أو تركوا العبادات والفروض والواجبات اللازمة تجاه الأسرة والأهل والأقارب أو مرض العصر وهو التفحيط الذى سمعنا ونسمع وسنسمع عنه كثيراً تسبب فى الكثير من الحوادث وهدم المستقبل ولا أدرى متى يعىّ الشاب أن هناك مسؤولية تجاه أسرته ويجب عليه أن لا يتخلى عنها بإسم الحرية فوجيعة الأهل وفيجعتهم فى فقد الشاب بعد وقوع حادث بسبب التفحيط كبيرة للغاية ، كما أن التدخلات التربيوية المتأخرة تأتى دائماً بعد فوات الأوان وضياع المستقبل بسبب السلبيات والإنحرافات التى تغاضى الأهل عنها من البداية أو كانت مجهولة بالنسبة لهم وتم إكتشافها فيما بعد ، لذلك يجب الحرص على تلك الشعرة التى تكون بين الإنحلال والحرية فالحرية لها قيود حتى وإن كانت مطلقة ويجب أن يتحلى الشاب بالثقة الكافية فيها ولكن والثقة الكافية لا تأتى إلا بعد التربية الصالحة الصحيحة والتمتع بالإيجابية والحرص على أداء الفرائض والتشديد على قيمة الصلاة والتقرب إلى الله والإبتعاد عن تعلق الطفل فى الصغر بالعصبية الشديدة تجاه الأشخاص عن طريق تشجيع النوادى والفرق الرياضية مما يجعله يحمل البغضاء والعداوة للأخرين بإسم الرياضة وهذا أمر هام يجب الإنتباه له حتى لا يتطور فيما بعد ويصبح مرض يصعب التخلص منه ، ومن التناقض أيضاً أن تكون كل تلك العوامل متوفرة ولكن نجد الأم أو الأب يتحدث مع أبنائه بالإنجليزية وهو ما أتعجب له تماماً فكيف لشخص يستطيع إقناع طفل حفظ القرآن الكريم بعدما شدد على تحفيظه قواعد وأسس اللغة الإنجليزية !