[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمل عبدالملك [/COLOR][/ALIGN]

أكثرنا يواجه مواقف يجد نفسه مضطرًا للرفض ولقول كلمة لا، إلا أنه يتردد وقد تثور (اللا) في داخله لكنه لا يتمكن من نطقها وقد يقبل بالأمر غير مقتنع. وكثيرة هي المواقف التي نحتاج أن نقول فيها لا، ولكن كثير منا لا يملك الشجاعة على نطقها. فمثلا امرأة تعاني ويلات الألم من زوجها وتكره كل تصرفاته وتتمنى الخلاص منه إلا أنها لا تستطيع رفض وجوده في حياتها ولا تتمكن من قول لا لتصرفاته وإهانته لها.
صديق يسبب إزعاجًا لأصدقائه ويورطهم في مشاكل كثيرة، أحد المقربين والذين نحترم وجودهم في حياتنا يأتون بسلوكيات غريبة ويطلبون منا أن نُساعدهم في أمور لا تتفق ومبادئنا ومفاهيمنا ولكن لمكانتهم الخاصة عندنا ننحرج ولا نقول لا.مدير يأمرنا بالعمل على مشروع غير مقتنعين فيه ولا نرى أنه يُبشر بخير وتكثر به السلبيات لكن لعدم قدرتنا على التعبير ورفض المشروع نعمل بصمت رغم أن بداخلنا ثورة ( اللا) .
يخسر البعض منا أحلامه في دراسة التخصص الذي يميل إليه، أو تتحطم أحلامه في الارتباط بالشريك الذي يتمنى بسبب ضغط أهله عليه وإجبارهم له بتنفيذ ما يتمنونه متجاهلين رغباته هو واحتياجاته فيقبل الواقع المرير من أجل الآخرين وتضج بداخله اللا..
يجبرك حبك لشخص ما على أن تنصاع لقوانينه رغم اعتراضك عليها وعدم اقتناعك بها فترضخ وتفعل ما يريد وتحرم نفسك كثيرا ممن تحتاج حتى لا تخسره بكلمة لا .
لو تأملنا من حولنا وحياتنا سنجد أننا أنفسنا قمنا بكثير من الأمور في حياتنا رغم رفضنا القاطع لها وعدم تقبلنا لها إلا أن خوفنا من زعلهم وخسارتهم جعلنا نحبس غضبنا ورفضنا وقمنا بما يريدون مختنقين بكلمة لا التي لا نتمكن من البوح بها بصوت عالٍ!
ولمن يواجه مشكلة في قول كلمة لا، فإنه بإمكانه التدريب على ذلك واستخدام طرق بديلة ، وإذا كانت لا تنفع الدبلوماسية والتهذيب في إيصال الفكرة، فاللا بالفم المليان هي العلاج الأنسب لبعض المواقف التي تحتاج إلى صرامة وقوة وقرار لا عودة به خاصة عندما لا يتفهمك الطرف الآخر .
لهذا علينا دائماً الإحساس بالآخرين والتفكير في مشاعرهم وقدراتهم قبل أن نطلب منهم أو نفرض عليهم ما نريده نحن، والأهم أن نضع أنفسنا مكانهم ولو لحظة لنعلم الأثر النفسي السلبي الذي قد تسببه لهم قوانيننا وطلباتنا!
أطلق سراح كلمة لا من داخلك، ولا تقبل بما لا تريد وما لا يتفق مع رغباتك وميولك فأنت من سيعيش ويحس وأنت من سيتألم وينزعج وحده، لا الآخرين!!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *