[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

يرى ابن رشد ان العلم الإنساني مقتبس عن النظام والتركيب الكوني المتحقق بالمشيئة الإلهية على نور ومثال ، ويعتبر ذلك نتيجة المقدمة منطقية ، ودليلاً برهانياً وحيداً ، على المعرفة، ويترتب على ذلك أن اسباب التعلم مركوزة في الجبلة البشرية بالفطرة منذ خلقها من خلال الادراك الواعي لمقولات الزمان والمكان والحركة، اي انها اكتشاف ماهو موجود اصلا، وليس شيئا اكثر من ذلك.
ولا يتأتى الابداع الا من خلال حرية الانسان، واتاحة الفرصة امام المتعلمين والدارسين بعيداً عن البيروقراطية التي تتسم بها المؤسسات التعليمية الامر الذي يشل عملية التعلم، وينحرف بها بعيدا عن مسارها الاساسي، ويخلق عنصرية ثقافية مأخذوة عن النمط الاجتماعي السائد، الذي يخلو من المحتوى والفائدة ليصبح التعليم برمته تقليداً برجوازنا لا طائل منه نتيجة للوهم الزائف، والغزو الثقافي الذي احال الشهادة الجامعية الى بطاقة مرور ، او فيزا تجارية تناقض مفهوم التقدم والتطور الحضاري الذي يحتم ان يكون التعليم متاحا امام الجميع دون استثناء، لقيادة المجتمع والوصول ودفعها الى معترك العمل لتشق طريقها بعيدا عن اللوائح الجامعية الجامدة ، الخالية من اي هدف او مضمون، مثل معدلات القبول ، والاقساط الجامعية واشتراط اللغة الاجنبية.
ونظرة تاريخية تفيد بأن كبار العلماء والفلاسفة والادباء والعباقرة كانوا نتاج انفسهم ومشاريع انسانية يسر الله لها الارادة، والفطرة السليمة حب البحث والاطلاع مما اسهم في وجود عصور ثقافية مزدهرة ، ونهضة شاملة ، وأوصل رسالة تفيد بأن كل شيء ممكن امام حرية الانسان بتجرد يتنافى مع الانانية والغرور.
مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد
فاكس : 6658393

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *