فككنا الحرف الهجائي ولم نفك الحرف الأخلاقي

• علي محمد الحسون

•• أصبت بحالة من الاندهاش وأنا اقرأ ما كتبه الدكتور علي موسى في العزيزة “الوطن” يوم الاربعاء الماضي تحت عنوان “هكذا تتحول المدرسة الى.. قبيلة!”.
وهو موضوع يقص فيه الدكتور علي عن حالة بعض مراهقي مدرسة ثانوية في شبه معركة بين صفين تحت اسم “القبيلة” كما قال: ونصل في الموضوع الذي اسميه كان موضوعاً – مخزياً – أن يجري هذا داخل “مدرسة” كان يفترض فيها أنها أول مصدر للقضاء على العصبية القبلية لا أن تكون هي المحفز اليها وعليها..
وهذا يذكرني بما حدث لأحد أبناء المدينة المنورة قبل سنوات وكان رجلاً مسناً كانت له في يوم – ما – سطوته – في داخل دائرته العملية أن راجع أحد الأقسام في إدارة حكومية.. فأوقفه ذلك الموظف قليلاً حتى ينهي ما أمامه من أوراق وعندما طال به الوقوف قال له: يا ابني مشيني لقد أوقفتني طويلاً.. فكان رد ذلك الموظف قاسياً بل ومؤلماً عندما قال له دون أن ينظر إليه: يوه – يا ما أوقفتمونا..
هذه الحالة.. التي مرت قبل سنوات لازالت طيوفها تشاغل ذاكرتي.. فتزعجني..
إن حالة – العودة – الى – جهالة – الماضي بعد هذا الرفاه التعليمي الذي ننعم به لهو الخطورة كلها كأننا – فككنا – الحرف الهجائي ولم نستطع أن نفك الحرف – الأخلاقي – الذي هو أساس الحياة وانطلاقتها السليمة..
فهل من المعقول في هذا الوقت بالذات ونحن نرى هذا التناحر حولنا نمارس بذور هذا التناحر في بلادنا؟.. إنه لأمر صعب جداً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *