فقيد العمل الصحفي النموذجي
غيب الموت فجأة مصور جريدة المدينة (المنورة) الاخ محمد باعجاجة الذي عمل في الجريدة اكثر من عشرين عاما كان فيها مثالا للأخلاق الرفيعة والمهنية في اداء مهامه (التصويرية) التي يكلف بها.
كما كان نموذجاً للطموح والخدوم لصحيفته عبر السنوات التي قضاها فيها وكان يتصف بين زملائه في الصحيفة بالأدب الجم وعدم التضايق أو الشكوى أو الضيق عندما يكلف بأكثر من مهمة صحفية واحدة ففي بعض الاحيان كان يقوم بمهمتين أو ثلاث مهام في ليلة واحدة ينقل من مناسبة إلى أخرى فيتمها بنفس راضية ويقدمها للجريدة لتأخذ طريقها للنشر تباعاً.
ففي يوم الثلاثاء 19 جمادى الاولى 1436 هجرية الموافق 16 مارس (آذار) 2015م شارك في حفل زفاف عروسنا (هاني غازي عالم) في منتجع بلاجيو على الشاطئ الشمالي شمالا، فقام بأداء مهامه التصويرية على اكمل وجه حزنت حزناً شديداً لفراقه لأنها المرة الأولى الذي يشارك فيها في تصوير آل محمد نور عبدالغفور عطار كما أنها تعد المرة الاولى التي التقي فيها معه في تناول العشاء مع زميله في المهنة في جريدة عكاظ الاخ الاستاذ خالد بن مرضاح المري، واصرا بعد تناول العشاء على توديعي كأنه أحس – رحمه الله – بأنه آخر لقاء مع زميل المهنة أبو نواف ومعي.
شعرت بغصة الفراق والممات بعد ان نقل الى اسماعي ابو نواف خبر وفاته المفاجئ وخبر نشره خبرين لتغطية مناسبة (افراح) تخصص في تغطيتها بجانب تغطية اخبار (التعازي) المكلف بها يومياً ليجد اسمه – رحمه الله – ضمن المتوفين.
خبر مفجع وقع ألمه على نفسي وعلى قلوب زملائه في المهنة في الجريدة وفي خارج الجريدة – وانا واحد منهم – فقد ألمت به ازمة قلبية : هبوط حاد في الدورة الدموية والقلبية والتنفسية.
هكذا الموت لا موعد محدد له . يأتي فجأة فيخطف الاحباب والزملاء والاصدقاء الاعزاء!
فمن يتعظ ، هناك من يجاهد لابتلاع حقوق الورثة : المالية والتجارية والعقارية.
وهناك من يجاهد ليأكل المال الحرام بأية طريقة ووسيلة يخلق المبررات، ويدهن السيور من اجل تحقيق احلامه وطموحه في جمع الثروة (الحرام) والتباهي بها امام الاقران اصحاب الجاه والسلطان!
وهناك من يفرح بالترقي في اعلى الوظائف بالحظ والمحسوبية والوساطة! وما عرف هؤلاء .. وهؤلاء ان القبر صندوق العمل في الدنيا الفانية ، والآخرة مستقر الحياة الآمنة المطمئنة الدائمة.
تغمد الله الفقيد الغالي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ابناءه وذويه الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”.
التصنيف: