[COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR]

زارني الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط – رحمه الله – في مقر عملي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في كوناكري ابان عملي كسفير قائم بالأعمال لدى جمهورية غينيا مرتين، المرة الأولى: أثناء تسلمي لمهام عملي إذ لاحظ انشغالي بالأعمال التنظيمية في السفارة، فلم يمكث سوى ساعة واحدة شرح بعض أعماله الخيرية في قارة أفريقيا بصفة عامة، وفي غينيا وليبيريا وسيراليون بصفة خاصة ، ذهلت بما يبذله من جهد ووقت ومال في إنجاز المشاريع بمتابعة شخصية سواء في بناء الجوامع أو المساجد أو المدارس أو حفر الآبار في القرى النائية البعيدة عن العاصمة كوناكري.
ودار حديث أخوي عن شؤون الدعاة الأفارقة وشجونهم وقصتي معهم ومع توزيع المصاحف التي تطبع في مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف في المدينة المنورة وما يطلبه خريجو الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أو في كلية الدعوة التابعة لجامعة أم القرى في مكة المكرمة ممن حصلوا على منح دراسية من غينيا من بناء مدارس أو مساجد أو مشكلتهم مع أئمة المساجد المسنين \”كبار السن\”.
ومن شدة الفوضى التي صادفتني ابان عملي هناك ذكرت له قصة الدعاة الذين يأتي بعضهم من أماكن بعيدة من العاصمة كوناكري، والبعض الآخر من ليبيريا وسيراليون، وعملية تسليمهم شيكات رواتبهم واستلامهم لها ثم إعادة المسيرات مع الايصالات التي كنت أحرص على إرفاقها حتى لا أدع مجالاً للتلاعب لأن هناك من يذهب لأداء مناسك العمرة أو الحج، ويذهبوا إلى الجهات التي تدفع لهم رواتبهم الشهرية إذ كان يدعي البعض منهم بأنه لم يتسلمها لعدم وجود مثل هذه الايصالات، وذكرت له بأنني استطعت أن أقضي على مثل هذا التلاعب من قبل بعض الدعاة لأنني كنت أحرص على وضع رقم بطاقاتهم أو جوازاتهم على ايصالات الاستلام وإرفاقها مع المسيرات وتمكنت بهذه الطريقة من أن اقضي على أي تلاعب قضاءً تاماً طوال فترة عملي هناك.
في زيارته الثانية،دار الحديث حول العمل الخيري الإسلامي إذ اشرت له إلى أنني نشرت قبل بضع سنوات بحثاً قصيراً عن كيفية تنظيم العمل الإسلامي في العالم نشر في مجلة المجتمع وجريدة عكاظ والندوة ،طلب مني معالي الدكتور محمد عبده يماني – رحمه الله – مع أغلب المقالات التي نشرت تباعاً حول العمل الإسلامي والتنمية والزواج وإسرائيل، طباعتها في كتيبات حتى تعم الفائدة ، فاستحسنت الفكرة، وأخرجتها في كتيبات، وهي: نحو تنظيم العمل الإسلامي في العالم، ومعالم في التنمية، وعزوف الشباب عن الزواج وآثاره، وأخيراً كيف تنهار دولة إسرائيل، لاقت صدى طيباً في الأوساط الإعلامية والثقافية ، وأشرت إلى ما تضمنه عنوان الكتيب الذي قدمته له بعنوان \”نحو تنظيم العمل الإسلامي في العالم\” مع باقي الاصدارات فالتقط الكتيب، وأخذ يقلب صفحاته باهتمام تام، واستوعب أغلب ما جاء فيه.
قاطعني قائلاً :\”أحسنت، وأحسن من طلب منك طباعته، فما جاء فيه بلا مجاملة يفترض أن ينفذ، ويأخذ طريقه إلى التنفيذ الفوري، فقد شاهدت بنفسي هناك بالفعل فوضى في أعمالنا الخيرية، ولكن بالنسبة لأعمالنا الخيرية تدرس بعناية تامة خصوصاً وأن هناك لجنة متخصصة في تنفيذ احتياجات كل بلد على حدة مع متابعة دقيقة من خلال زياراتنا بين الحين والآخر\”.قلت:\”بارك الله فيكم، ما ذكرته عين الصواب، وهذا سر نجاحكم في المشاريع التي نفذتموها هنا\”.نهض،يرحمه الله ،مودعاً:\” ولكن ما ذكرته في كتابكم نفتقر إلى تنفيذه فوراً لأنه سيحد من تعدد الجهات في تنفيذ المشاريع في بلد دون آخر بطريقة منظمة وممنهجة\”.
رحم الله الفقيد الذي أسس جمعية اسماها \”العون المباشر\” كبديل للجنة مسلمي أفريقيا.
\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *