[COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR]
معرفتي بالفقيد رضا محمد لاري معرفة أخ وزميل تشعر بخفة ظله بمجرد مقابلته، فهو لا يتعالى على من يصغره سناً، وإنما يمضي قدماً في الاصغاء وباهتمام. هكذا عرفته – رحمه الله – يشعرني دائماً بأنني أكبر منه سناً وعلماً ورفعة لدرجة اخجل ان ارد عليه، وانما اتركه يصيغ ما يراه هو في شخصي، فكلما التقي به في المناسبات يسألني عن آخر مؤلفاتي، ويحرص على أن ازوده بنسخة منها، وكان آخر مرة التقيت به قدمت له كتابي \”بين عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة\” ففرح فرحاً شديداً لدرجة طلب مني الجلوس ليسهل عليه الاطلاع على الكتاب، فقد اشار بعد أن انتهى من تقليب صفحات الكتاب: أحسنت أولاً لأنك قارنت بين منظمة أصبحت في ذمة التاريخ، وأخرى نشأت من أجل أن تحل محلها اضفت: ولكن بطريقة مغايرة!
تابع:\”يندر من يقوم بمثل ما فعلت المقارنة الشمولية، وأحسست بأنك بذلت جهداً كبيراً، وما قمت به من مقارنة في مكانها، وفقك الله، واحسنت الاختيار وأحسنت في اختيار المقارنة الشاملة، ومن جميع الجوانب\”، شكرته على هذه الأريحية. قاطعني:\” لا أنسى مقالاتك السياسية التي كنت تضع النقاط على الحروف ابان الغزو الإسرائيلي على لبنان التي كانت تنشر تباعاً في جريدة عكاظ التي اسسها عمك أحمد عبدالغفور عطار، فقد كنت تواكب أحداث الغزو بدقة متناهية وتبدي – ما تراه مناسباً – آنذاك – بشجاعة وثبات. هل حاولت في وضعها في كتاب؟\” اشرت: نعم، وعنوان الكتاب: \”الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في لبنان\” ولكن لم اتمكن من طباعته حتى الآن لارتباطي بالعمل وانشغالي باصدار سلسلة أجهزة هيئة الأمم المتحدة المكونة من (6) أجزاء. قاطعني:\” تقصد منظماتها!\” قلت:لا المنظمات هي وكالاتها المتخصصة كمنظمة (الفاو) وأما الأجهزة فهي:العامة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس الأمن، ومجلس الوصاية والجمعية العامة، ومحكمة العدل الدولية، وأضاف:\” فضلاً زودني نسخة من هذه السلسلة، وجديدك، فأنت – ما شاء الله – دبلوماسي من الطراز الأول تعرف أن الدبلوماسي الناجح لابد أن يلم بمجال عمله، فأنا لا أستطيع أن أبقى متفرجاً ما أراه أو اسمعه في وسائل الإعلام أتفاعل – لا شعورياً – لذلك اسميتها بالمعشوقة الحسناء\” يقصد الصحافة، وفي نهاية اللقاء طلب مني بالكتابة في جريدة (عكاظ) لأنه – في نظره – امتداد لاحياء ذكرى مؤسسها! قلت: سأفعل – إن شاء الله – كان هذا آخر لقاء مع الفقيد. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
\”إنا لله وإنا إليه راجعون).صدق الله العظيم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *