فقه الواقع والأهواء
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أسامة بن حمزة بن عجلان الحازمي[/COLOR][/ALIGN]
فقه الواقع غاية للتيسير على الأمة وليس وسيلة لإرضاء الأهواء وتضييع الهوية الإسلامية وتبديل ثوابت الدين وأحكامه مهما اختلف الزمان والمكان ومعنى صلاحية الدين الإسلامي لكل زمان ومكان ما هي إلا انه يتوافق مع المتغيرات بثباته ويحث عليها مع ثبات ثوابته قطعية الدلالة وان ليس لها تبديل وإلا ضاعت الهوية وتبدل الدين ومن أمثلة ذلك ثبات العبادات فالصلاة هي الصلاة وأوقاتها لا تتغير وقد راعى الإسلام من بدايته حال الإنسان من سفر ومرض وغيره وراعى واقع الأمس ومستجدات اليوم لأنه من الحكيم العليم الذي علمه مسبق بل هو من خلق الزمان وتغيره والمكان وتطوره وينطبق هذا على الصيام والزكاة والحج ومواقيته ولم يمنع الدين من تطوير أماكن العبادة بما يتلاءم مع أعداد المسلمين المتزايد بشرط عدم الخروج عن المعالم والحدود وترك للإنسان الاجتهاد بما يتلاءم مع وقته والمستجدات فيه من كيفية سفر وغيره ومن استخدام التقنية الحديثة والاكتشافات الجديدة والاختراعات المستحدثة في حياة اليومية وتحسين مستقبلها .
وقنن الإسلام على لسان حبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العلاقة بين البشر سواء الخاصة أو التجارية ويمكن تحديثها واستخدام المستجدات فيها ولكن لا يمكن تغييرها بتتبيعها لفقه الواقع لإرضاء الأهواء والشهوات بتغيير المسميات واستحلال الحرام منها كتسمية الربا فائدة والمسكرات مشروبات روحية والزنا علاقة عاطفية وتسهيل للزواج وقد حذر من ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال (إن أول ما يكفئ – يعني الإسلام – كما يكفأ الإناء – يعني الخمر – ، فقيل : كيف يا رسول الله ، و قد بين الله فيها ما بين ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسمونها بغير اسمها ) وهذا ينطبق على تحليل كل حرام بأي أسم كان وهذا ما يصبو إليه من تنطبق عليهم الآية الكريمة ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا ً) ( الفرقان : 43 ) والآيات في التحذير من اتباع الهوى عديدة وهذا ما نجده اليوم في المطالبين بالتيسير في ثوابت العلاقات الاجتماعية والمالية التي فيها نصوص ثابتة محددة للعلاقة وما ذلك إلا لتحقيق إشباع شهوات حب المال والغرائز ومن أمثلتها أكل الربا والغش والسفر للمرأة بلا محرم والزواج بنية الطلاق والزواج المسفار والزواج الفرند وأطمها ما كان بدون علم ولي الأمر والمخفي منه وبذلك تفقد الأمة رصانتها وعفافها وعلاقتها الأسرية ويكثر الإجرام من جيل مولود مشرد فاقد لرب الأسرة وها هم أبناء من استمرأوا هذه الزيجات بلا هوية في كل الأوطان العربية وغير العربية خاصة الشعوب التي لنسائها لمسة جمال وأما الإفريقية فمعافاة من زيجات العرب المسلمين ونيتهم في الطلاق ومسفارهم ومسيارهم وفرندهم والواقع خير شاهد وشهيد والقنوات الفضائية استعرضت الأطفال على الشاشات وتكونت لدينا في السعودية لجان لمساعدتهم في التعرف على آبائهم وذويهم مع الأسف الشديد
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه
[email protected]
فاكس 6286871ص , ب 11750 جدة 21463
التصنيف: