فشل الاحتلال في «قص العشب»

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إياد القرا[/COLOR][/ALIGN]

أعاد الاحتلال حملته ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، بهدف الحد من قدرتها على إعادة ترميم صفوفها وبنيتها التحتية, خاصة بعد التحرك الجماهيري النشط والواضح في أعقاب ما حققته من إنجاز في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في \”حجارة السجيل\”.الاحتلال (الإسرائيلي) يبذل جهدًا واضحًا للحد من نمو أو إعادة تحرك المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية, التي شهدت في الأيام الأخيرة حملة اعتقالات ممنهجة, استهدفت قيادات بينهم نواب ووزراء سابقون وقيادات ميدانية، وأطلق عليها الاحتلال حملة قص العشب.الحملة ترافقت هي وتصريحات لقيادات (إسرائيلية) سياسية وأمنية تصف الأوضاع في الضفة بأنها تحت \”البارود\”.
النتيجة التي توصل لها الاحتلال أن سياسته مع المقاومة _سواء في الضفة الغربية أم قطاع غزة_ فاشلة وستفشل؛ لاعتبارات فلسطينية ترتبط بالمقاومة وعلاقتها مع محيطها، ففي قطاع غزة تمكنت المقاومة من فرض معادلة الرعب بعد معادلة الردع, وإن حرب عام 2008-2009م فشلت في تحقيق نتائج العدو، والفشل نفسه تحقق للعدو, إن لم يكن أقصى, في عام 2012م، إذ عُريت الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) بفعل صواريخ المقاومة وتكتيكاتها وبراعتهـا في إدارة المواجهة, والنقلة النوعية, منذ عام 2005م حتى اليوم.
الاحتلال لن يتمكن من قص العشب الأخضر في الضفة الغربية؛ لأن الحملة السابقة التي كانت بالاسم نفسه فشلت, إذ استهدفت قيادات وعناصر في الجامعات والمؤسسات, لكن تمكنت العناصر بعد كل هذه الاعتداءات والملاحقة والمطاردة من تنظيم الاحتفالات وأفشلت حملة قص العشب, إن لم تكن قد استعادت عافيتها سريعًا, وأصبحت أقوى وأكثر صلابة من ذي قبل, وزادت لديها القدرة على المبادرة في التحرك الشعبي لمواجهة الاحتلال, والوقوف أمام مشروعه الاستيطاني, ويظهر ذلك جليًّا من خلال التحركات الجماهيرية الواسعة ضد المشاريع الاستيطانية, وإنشاء القرى الرمزية لفضح الاحتلال, وهي تنتقل رويدًا رويدًا لإيجاد بيئة ناضجة للمقاومة المسلحة, إذ يظهر ذلك من خلال بعض النشاطات, مثل إطلاق نار بين الفينة والأخرى ضد قطعان المستوطنين.
الواقع الاقتصادي المزري في الضفة الغربية الناتج عن الاحتلال وتغوله في الأرض الفلسطينية، يساهم في فشل أي حملة احتلالية ضد المقاومة وبنيتها التحتية, وإن استهداف قيادات المقاومة مآله الفشل, بل سيشجع المقاومة على تطوير أساليبها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *