فريقانِ والقاسَمُ مرأَةٌ

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]

إذا تأملنا أكثر القضايا حضوراً على ساحتنا الفكرية, فإن قضايا المرأة هي الأكثر حضوراً, ما بين مؤيد لحقوق المرأة وآخر معارضاً لتلك الحقوق.لا يختلف اثنان على أن قضايا المرأة أخذت حيزاً كبيراً من حياتنا, بل وأصبحت حديث العامة والخاصة, بوصفها القضية الأكثر جدلاً وحضوراً على ساحتنا, إذ أن الفريق المؤيد يسوق كل سانحةٍ مبرراته الجديدة لأهمية حصول المرأة على تلك الحقوق المسلوبة, وما فتئ يصورها بالكائن الضعيف الواقع تحت وطأة مجتمع ذكوري لا يريد لتلك المرأة أن تنال شيئاً من حقوقها, وبين التفاصيل يبرهن على صدق كلامه بكل ما يستطيع أن يقع بين يديه من حوادث يقوم بتوظيفها لمصلحة قضيته الكبرى, في المقابل نجد أن الفريق الآخر المعارض للفريق الأول المطالب بحقوق المرأة, يناضل بشدة من أجل اثبات أن المرأة جوهرةً مكنونة, مصانةً في بيتها, محفوظٌ لها جميع حقوقها, وأن الدعوات التي تتخذ من حقوق المرأة طابعاً لها ماهي إلا من همهمات المستغربين فكراً, والذيّن يريدون تحرّر المرأة من قيمها الإسلامية والمجتمعية في آن واحد, وما بين هذين الفريقين ضاعت كثيرٌ من القضايا, فكأن المجتمع بلا قضايا فسادٍ إداري وخدمي أرهقت المواطن والدولة, وكأن المجتمع بلا هموم مجابهةٍ للسلوكيات الخاطئة التي تنشر فيه بسرعة عجيبة ولا يتم الكشف عنها إلا متأخراً بعد أن يكون من الصعب جداً مكافحتها وفي كثيرٍ من الأحيان يستحيل, وكأن المجتمع بلا قضايا أجيالهم الشابة وبناة المستقبل وانتشار الظواهر السلبية بينهم بطرق مريعة, منها على سبيل المثال المخدرات وما تشكله من خطر على المجتمع ككل, كأننا تفرغنا من جميع همومنا لنتابع صراعات هذين الفريقين حول قاسمهم المشترك(المرأة) منقسمين في ذواتنا إلى أنصارٍ لأحد الفريقين, أو متقلبين بين مناصرة هؤلاء حيناً وهؤلاء حيناً آخر.
لا أظننا بحاجة لمواصلة هذه الصراعات, بقدر ما نحن بحاجة إلى فتح ملفات قضايا تتماس وحياة البسطاء بشكلٍ مباشرٍ ويومي, وتؤرق منامات الكثيرين من قليلي ذات اليد, نفتح تلك الملفات لنتلافى الكثير من المشكلات المستقبلية عن طريق دراسات علمية وبحثية تصل في النهاية إلى حلول جذرية لهموم البسطاء.

[[email protected]]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *