فرق المستوى فى الزواج

نيفين عباس

لا خلاف على أن الزواج نصيب قد كتبه الله للإنسان منذ ولادته، فكل شخص فى الحياة مقدر له أن يتزوج من أخر قد قسم الله أن يشاركه هذا الشخص حياته ولا إعتراض فى ذلك، لكن هناك بعض المخاوف بسبب الزيجات الغير متكافئة سواء بالشهادات العلمية أو الحالة المادية والفروقات الإجتماعية بين الطرفين مما ينتج تخوف من فشل تلك الزيجة وعدم نجاحها

لكل تجربة فى الحياة بريق أمل ولمحة فشل لكن فى حقيقة الأمر ليس هناك دراسة أو دليل قاطع على فشل أو حتى نجاح الزواج بين طرفين غير متكافئين فالفشل والنجاح أمور نسبية تختلف من شخص لأخر خاصة حين يتعلق الأمر بالحياة الزوجية لأن بها أمور أكثر أهمية من الشهادات العلمية والفرق فى المستوى الثقافى والتعليمى

هناك الكثير من النماذج الناجحة بين أكاديمين تزوجوا من أطراف تحمل مستوى تعليمى أقل درجة وبالرغم من ذلك كانت زيجات ناجحة للغاية فليس بالضرورة نجاح الزواج مرتبط بتوافق الشهادات العلمية، نجاح الزواج وعلاقة الرجل بالمرأة لها أسس أكثر أهمية من الشهادات كالتوافق فى الشخصيات والإحترام والحب البعيد عن الأطماع والمشاعر العميقة الحقيقية البعيدة عن السطحية والمظاهر الخداعة

بالتأكيد على الجانب الأخر هناك زيجات فشلت فشل ذريع بسبب عدم قدرة الزوجين على التواصل لنصبح أمام زواج مع إيقاف التنفيذ فالزوجة أو الزوج لا يستطيع التواصل مع الطرف الأخر ومجاراة أفكاره وطموحاته سواء تعلق الأمر بحياته الإجتماعية أو العملية لتصطدم العلاقة بين الطرفين وتصل بالنهاية إلى الطلاق وتشتيت الأبناء

لكن الأمر لا يعنى بالضرورة فشل العلاقة طوال الوقت فأحياناً نجد رجل يحمل شهادة الدكتوراه تزوج من إمرأة تحمل الشهادة الثانوية فقط لأنها إستطاعت إحتواءه بحنانها ما جعله يكمل ما ينقصه فى حياته فلا يعنى أن الشخص صاحب المكانة الإجتماعية والعلمية الكبيرة يتعامل مع أسرته بنفس الإسلوب بل سنجده يبحث عن الراحة التى تنقصه وسط زحام الكتب والدراسات لتعزز تعلقه بالمنزل وزوجته

قد يتفق أو يختلف البعض على تلك الزيجات خاصة حين يتعلق الأمر بتربية الأبناء التى يظهر بها الإختلاف بين أفكار الزوجين وطريقة تربيتهم لتتحول السعادة فى بداية الزواج إلى كابوس بسبب إختلاف سلوكيات طرف عن الأخر ويشعر الرجل أو المرأة بالندم على الزيجة التى جعلته يدفع ثمن إختياره غالياً

باب المجال للنقاش فى الأمر كبير ولا حدود له لكن بالنهاية لكل قصة زواج نسبة كبيرة من النجاح أو الفشل وكما ذكرت الأمر متعلق بالوضوح من البداية وتقبل كل طرف للأخر ودراسة شخصيته ومناقشة طموحاته وتطلعاته لمعرفة وتحديد شكل العلاقة فى المستقبل بعيداً عن الشهادات أو الفوارق الإجتماعية أو القصص المختلفة لفشل أو نجاح الزواج فحياة البشر لا تتشابه ولكلٍ منا ظروف تختلف عن الأخر فلا تجعل تجارب الأخرين مقياس لحياتك الخاصة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *