[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** العمارات التي اجتاحها (سيل الاربعاء الاسود) في شرق جدة تزيد على خمسة آلاف عمارة وبيت شعبي طبقاً لبعض المصادر، ومعظمها صمد امام الطوفان.. لكن الخوف كل الخوف من أشياء أخرى كثيرة، اولها الامطار أو السيول القادمة خاصة وطبقات التربة لم تعد تحتمل (عذابا جديدا) وثانيا خطر المياه الجوفية القريبة من سطح الارض، وثالثاً مياه الصرف الصحي التي تغذي الأرض هناك يوميا، لعدم وجود شبكة صرف.. ولذلك فإننا نحذر.. ونرجو ان يتم التعامل مع هذه المسألة بشكل جدي، خاصة واننا لم نسمع حتى الآن أية جهود للكشف على اساسات المباني، او تحليل تربة الاحياء المنكوبة!.
** لو قامت جهة بحثية باإعداد استبانات لمعرفة اتجاه الرأي العام لسكان شرق طريق الحرمين، وما اذا كان الناس هناك يرغبون في مواصلة السكن في تلك الاحياء، لكانت النتيجة مفزعة في تقديري، وقد يصل عدد الكارهين لمواصلة السكن اكثر من 90%.. ولكنهم مع ذلك باقون في أماكنهم على طريقة (مكره اخاك لا بطل) فقد وضعوا تحويشة عمرهم في الأرض والعمارة التي بناها كل واحد منهم، وليس يسيرا، بل قد يكون مستحيلاً في ظل الاوضاع المالية الصعبة لهم، ان يشتروا مساكن جديدة خارج احيائهم، وصار حالهم الآن هموم بالنهار وارق بالليل، وحسرة كبيرة وغيظ اكبر على من ضحك عليهم، وأوهمهم بأنهم في مخططات تصلح للحياة!!
** احد الناس هناك – وهذا مثال صغير فقط – لديه قطعة ارض وصل سعرها قبل (تسونامي جدة) الى سبعمائة الف ريال، واليوم لوعرضها بمئة الف فقط فلن يجد زبوناً واحدا (!!).. ومن هو المعتوه الذي سيفكر – مجرد تفكير – في ان يشتري ارضا في مخططات تقع في (فم الاسد) فهي الآن تحت تهديد بحيرة السد – سيئة السمعة – من ناحية، وتحت تهديد سيول الجبال الشرقية لجدة، بعد ان غفل المخططون في ثاني اكبر مدينة سعودية عنها، حتى سحقها طوفان الماء، وحولها الى ركام و(احاديث) على مر الزمن!!
** الناس في شرق جدة يتساءلون الآن، وقد مرّ قرابة الشهرين على كارثة السيول، اين الخطة الاستراتيجية التي يمكن لها ان تكون صمام أمان لأحياء شرق طريق الحرمين، لحمايتها من السيول القادمة؟.. أين صوت وأفكار وخطط أمانة جدة، ووزارة الزراعة والمياه من حيث بناء سدود عاجلة، وأين صوت جمعية حقوق الإنسان والمجلس البلدي، وأين أفكار ادارة الارصاد وحماية البيئة، واين رؤية إدارة المساحة الجيولوجية؟!! ولماذا لا يتم عقد مؤتمر بين هذه الجهات لوضع النقاط على الحروف، وإعداد استراتيجية واضحة، لحماية مدينة عصرية كبيرة يسكنها قرابة اربعة ملايين نسمة، من شبح سيول المستقبل؟.
** قلت من قبل واكرر ما سمعته من الناس من ان احوال طريق الحرمين في جدة، كانت ولا زالت لا تسر، فقد كان هذا الطريق احد مصدات السيول، فوق ان جسوره غير عملية لحركة المرور، وكانت شبه مناسبة قبل ثلاثين عاماً، ولكنها الآن لا تتواءم أبداً مع الاحلام الكبيرة لمدينة جدة الضخمة، ولا تتفق مع تطلعات اهلها وسكانها، وظل العجب كل العجب من صمت وسكون وزارة النقل، وهي تتفرج كل هذه السنوات على طريق اقل بكثير من طموحات مدينة ترنو الى العالم الاول، ويذخر بالامكانات المادية التي يمكن لها ان تصنع له طريق (هاي – واي) يكون اعجوبة عالمية، بدلا من طريق تجاوزه الزمن، وعندما (تكومت) به السيارات في السيول الأخيرة، تحول الى غصة في حلق المدينة لعدة ايام، فوق ازدحام السير الذي يشهده صباح مساء، وكأنه شارع تجاري ضخم!!
** ليت القائمين على شؤون جدة يرتبون اولوياتهم، ويعيدون لنا صياغة هذه المدينة الحبيبة على قلوبنا، وفق خطط مدروسة، وبرامج كبيرة، وتنفيذ متقن، وفي أوقات محددة، كما في كل دول العالم التي ترسم خطة مشروع، فيتم تنفيذها في موعدها تماما، وبشكل باهر، و(المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين).. ولعلها فرصة تاريخية نادرة أن نسجل ما هو متوقع واكثر من المتوقع.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *