[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد فلاته[/COLOR][/ALIGN]

رغم أن خطاب الرئيس الأمريكي ( باراك حسين أوباما) الذي ألقاه في الجامعة المصرية بالقاهرة،اتسم بالقوة والمتانة وجودة الصياغة، وقوة اللغة وروعة الأداء.
كما اتسم بالشمولية والحيادية والصدق، وتميز الخطاب بالعاطفة الجياشة تجاه المسلمين، واستطاع الرئيس الأمريكي إتقان المناورة في خطابه الذي القاه، واستطاع بكلماته المؤثرة إثارة مشاعر آلاف المسلمين في المنطقة العربية والإسلامية.
بكل تأكيد المقام يقتضي أن يتسم الخطاب باللين واليسر كحنكة أو حبكة سياسية لتخفيف حدة التوتر لدى مليار مسلم تجاه سياسة الحكومة الأمريكية التعسفية، تجاه المسلمين عموما والمسلمين في غزة والعراق وأفغانستان خصوصا.
الخطاب حدد بوضوح المحاور المهمة بالنسبة للمسلمين التي يدور عليها والتي تتلخص في الآتي:
(1) قضية الحرب ضد أفغانستان.
(2) قضية حرب العراق والتوغل في الأراضي العراقية من قبل الحكومة الأمريكية.
(3) قضية العلاقة بين أمريكا وإسرائيل غير قابلة للكسر.
(4) البرنامج النووي في المنطقة والمناورة مع إيران.
(5) الديمقراطية والحرية الدينية.
(6) حقوق المرأة.
(7) التنمية الاقتصادية والهوية الثقافية.
نخلص من هذه المحاور بنقطتين مهمتين وهما : النقطة الأولى ـ التقرب إلى العرب والمسلمين عموما ً.
والنقطة الثانية: المصالح والقضايا المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي.
في تصوري أن الخطاب لا يحمل في طياته الجديد من الأمور التي تهم المسلمين، فلم يتطرق إلى فلسطين بل قال مقالته التاريخية (أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل غير قابلة للكسر..) وهذه العبارة تحمل في مضمونها الشيء الكثير. لم يتطرق الخطاب للوضع في العراق والانسحاب المباشر بل قال إن الحرب مع العراق لم تكن ملزمة للولايات المتحدة بل هي التي أقحمت نفسها فيها.. ) والانسحاب لن يكون إلا في نهاية عام 2012 م.
الجديد في الخطاب فقط.. تخفيف حدة التوتر وتفريغ شحنات الغضب لدى الشعوب الإسلامية، تجاه التعسف والاستبداد والتغطرس من قبل الحكومة الأمريكية، وقد أدى الخطاب نتائجه.. فنفد نفد إلى قلوب كثير من المسلمين، فهدأ من روعهم وخفف من حنقهم وغضبهم.
فالشارع العربي والإسلامي، بدأ يمجد خطاب (أوباما ) بكل المعايير، فاحتل خطاب (أوباما ) مساحة كبيرة في إعلامنا العربي والإسلامي المرئي والمكتوب والمسموع وعبر الإنترنت، وبدأ المحللون السياسيون يخوضون في الخطاب ويحللونه وفقا لتوجهاتهم.
الحقيقة نحن كأمة مسلمة، لا نستقرئ التاريخ ولا نستحضر الأحداث ننسى كثيراً أن الكفر ملة واحدة.. وإن كنا ندرك أن الدين قد ينصر بالرجل الكافر.
نحن كأمة مسلمة نحسن الظن كثيراً، ولكن ليس من الحكمة أن نكون سطحيين في التفكير وسذجاً كي نتأثر بهذه الكلمات وإن كانت من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (باراك أوباما)، وأن تسيطر على مشاعرنا هذه العبارات، وننسى دماء إخواننا في غزة والعراق وأفغانستان التي لم تجف بعد، علينا أن ننتظر ونتريث قليلاً،، لنرى في ظل سياسة (أوباما) أحداثا جديدة توضح فحوى خطابه التاريخي و وتترجم كلماته الرنانة إلى أفعال حقيقية.إن من عجائب ما يدهش أن نرى الفرحة على وجوه كثير من المسلمين بهذا الخطاب كفرح الأطفال بقطع الحلوى (براءة.. وسذاجة..) كأن هذا الخطاب سوف يحل كل مشاكلنا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وكأن هذا الخطاب سيعيد لنا شبرا من فلسطين أو العراق أو أفغانستان.
نعم نحن نتفاءل ونستبشر بكثير من الخير، ولكن علينا أن نسير بحذر وأن نترقب الأحداث.. غدا القريب سيجلي لنا كثيرا من الأمور.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *