«فتقعد ملوما محسورا»
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]زيد محمد جبارة [/COLOR][/ALIGN]
قديماً كان التسوق هو عمل يراد به شراء ماهو ضروري ومُلح للبيت والعائلة والعمل أما الآن فقد اختلف هذا المفهوم لدرجة كبيرة أصبح فيها التسوق لدى الكثيرين هو نوع من الترفيه عن النفس وقضاء للوقت وأصبح الذهاب للمراكز التسويقية والمولات التجارية عادة تتكرر بشكل يكاد يكون يومياً, بل أصبح البعض يذهب للتسوق ليس بسبب حاجته لشراء منتج بحد ذاته بل للقيام بعملية التسوق بحد ذاتها، ولم يترك المستثمرون في هذا المجال والتجار هذه الفرصة تهرب منهم فاقتنصوها بذكاء كبير وفعلوا كل ما من شأنه أن يجذب المستهلكين لمنتجاتهم ولمراكزهم التجارية تارة بالعروض اللافتة وتارة بالتنزيلات وأخرى بتقديم الجوائز التشجيعية كالسيارات والأدوات الكهربائية وغيرها, بل ذهبت بعض المراكز للقيام بتقديم عروض كوميدية وألعاب خفة وبرامج ومسابقات للأطفال لاستقطاب أكبر عدد من الزوار الذين نادراً ما يخرجون من هذه المراكز دون أن تكون سلالهم ممتلئة، وإن كان هذا يفيد من الناحية الاقتصادية ويسرع من دورة رأس المال وبالتالي يزيد الاقتصاد نمواً وانتعاشاً إلا انه يحمل بين طياته آثاراً سلبية لا تقل أهمية، فجميل أن نشتري ما نحتاجه وما هو ضروري لنا ولكن الإسراف في التسوق واقتناء أشياء لا نحتاجها أمر غير ذي نفع، فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أوصانا بالاعتدال وعدم الاسراف والابتعاد عن التبذير, كما جاء أيضاً في القرآن الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم \”ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا\” صدق الله العظيم. إذنْ فالاعتدال بالتعامل هو سيد الموقف دائماً فلا ضير أن نأخذ ما نحتاجه فقط ولا نزيد حتى لا تصبح عادة فينا فتتطور إلى مرحلة ندخل فيها بدوامة الديون فنغرق شيئاً فشيئاً، ولنحاول دائماً تطبيق اختياراتنا بما يتلاءم مع الإمكانيات المتوفرة لنا فكم هو جميل أن تكون لدينا سيارة رائعة قوية ولكن في المقابل كم هو مزعج أن تكون أقساطها مرهقة ومؤرقة لنا بسبب غلاء ثمنها وارتفاع نسبة دفعاتها.
في النهاية لننعم بما وهبه الله عز وجل لنا ولنحمده ونشكره دائما على نعمه التي لا تعد ولا تحصى فمن رضي اقتنع ومن اقتنع عاش بسرور وبالتالي لا ضرر ولا ضرار.
التصنيف: