فاجعة بقيق .. نتيجة وليست عرضية

• عبدالرحمن آل فرحان

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR][/ALIGN]

ما من شك أن الفاجعة التي حدثت في إحدى مناسبات الزواج في محافظة بقيق وتحديداً في هجرة عين دار أصابت قلوبنا بغصة حزن ستبقى مهيمنة على ذاكرة الوطن الجمعية أزمنة عديدة ؛ سيما وأن أغلب ضحاياه من النساء والأطفال ( 16 سيدة و3 أطفال )،وما ينبغي قوله هنا بعد حق أهل الضحايا علينا بالدعاء للمتوفين بالرحمة والمغفرة وللمصابين بدوام السلامة والصحة هو إعادة التأكيد على ما ذكره من سبقني في التعليق على هذه الفاجعة بأنها لم تكن حادثة عرضية بل نتيجة حتمية تستوجب منا التوقع بمثلها أو بما هو أسوأ منها وذلك للسببين التاليين :
الأول .. ثقافة التعبير بالسلاح الحي خلال المناسبات ؛ فكلنا نعلم أنها ليست امتيازاً على أهالي بقيق وعين دار وحدهم.. بل هي ثقافة يشترك فيها معظم سكان المملكة.. وقد حضرت شخصياً قبل عدة سنوات مناسبة فرح تحولت إلى مناحة وترح، لقيام أحد الأشخاص بحمل رشاشه بيد واحدة مطلقاً أعيرة نارية ولم يكن يعلم أنه في الوضع الأوتوماتيكي مما أفقده القدرة على السيطرة عليه فمالت يده نحو الحضور ، فأصاب بعضهم إصابات بالغة، والزبدة أن هذه الثقافة لازالت معشعشة في ذهنية الكثيرين من أفراد المجتمع، علماً أن الجهات الحكومية قد أصدرت ما يمنع ويحذر من استخدام هذه الأسلحة إلا أن المنع على ما يبدو لم يكن كافياً ولن يكون كافياً ما لم تعمل تلك الجهات على تطبيق العقوبات بحزم تام لقطع دابر هذه الظاهرة.
ثانياً.. عدم وجود مراعاة للأحياء السكنية والتجمعات البشرية من قبل شركة الكهرباء السعودية حينما تقوم بعمل التمديدات لأسلاك الضغط العالي.. فمعظم بيوتنا ومدارسنا وقصور الأفراح محاطة بهذه الأسلاك.. وقد تسقط على الناس والسيارات في أية لحظة.. إما بسبب الأعيرة النارية كما حدث في عين دار أو بأي سبب آخر، ولا يهم حقيقة كنه السبب الذي يمكن أن يتسبب في قطع تلك الأسلاك.. المهم أن مرورها فوق الأبنية وبجوار التجمعات السكانية خطر كبير.. ولا زالت أذكر قول أحد المقيمين لي قبل أكثر من 11 سنة في حفر الباطن وهو يشير لأسلاك الضغط العالي التي تغطي سماء المدينة : كيف لدولة تعد الأولى عالمياً في النفط أن ترضى بهذا المنظر القبيح فوق مدنها.. أليس الأجدر بها أن تجعل جميع التمديدات والخدمات من تحت الأرض ؟ طبعاً كان الرجل يتحدث من منطق الجمال والقبح.. وهو لم يعلم أني من الممكن أن أشير لكلامه ذات يوم من منطق الموت والحياة.
هذان السببان هما بلا شك هما حجر الزاوية للفاجعة.. إلا أن هذا لا يعني التغاضي عن مسألة أخرى تؤرقنا مع كل كارثة تقع على تراب هذا الوطن.. وهو إدارة الكارثة أثناء وبعد وقوعها.. وهنا تكفي الإشارة للمدة التي استمر خلالها تدفق التيار الكهربائي على مبنى التجمع النسائي والتي وصلت حسب أقل التقديرات من شهود العيان لأكثر من ساعة ونصف قبل أن تقطع شركة الكهرباء التيار.
Twitter: @ad_alshihri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *