[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

الدين جاء لإعادة غياب بعض الأخلاق والحريات،وكذلك ضبط العقل للعبادة السليمة خالية من الشرك وأشكاله،وليس كما هو عليه الآن من غياب فهمه وضعف إدراك نصوصه عند البعض والتشبث بأقوال لا تصلح لهذا الزمان والخوض في صراعات ومعارك فكرية وميدانية.
الدين دائماً يوصي بالكلمة الحسنة حيث أشار الله عز وجل بمخاطبة نبيه بقوله (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل آية 125. و( هم ) إشارة عائدة للخصم، هذا يدل أن ديننا يوصي للحوار مع الآخر سواء فترة السلم أو الحرب. بينما في هذا الزمن تتصاعد حدة الخطاب الديني لأعلى درجات من الحدة على ماذا ؟ على بعض المنكرات الخارجة عن إرادة الإنسان،برغم أنها أخطاء فردية بسيطة قد حدثت في زمن الرسول( ص )وتغاضى عنها نبينا الكريم.
نسأل أنفسنا لماذا نبينا تجاهل بعض الأخطاء أو بعض المنكرات ؟ الجواب بسيط إدراكه العميق بثقافة المجتمع سواء العقدي أو الاجتماعي من عادات وتقاليد. من هنا نستنتج غياب دور المثقف الديني في زمننا هذا،كثير من الخطباء والدعاة لا يملكون آليات الفكر والحوار والنقد البناء الذي يبني ولا يهدم ، مما نتج عن تراكمات وأخطاء كثيرة.حيث من مبدأ الخطاب الثقافي الديني التوازن والوضوح والشفافية في القول لا في استهلاك المسميات من أيدلوجيات دينية . بل البحث عن المستجدات والحقائق لنحصل على المعطيات في فهم الإنسان وما يترتب عليه من حقوق وواجبات سواء الإنسان مع الإنسان أو مع ربه.
المجتمع مجتمع ديني لكن لا نراه دينياً سوى الظاهر الخارجي ، قد يسأل البعض كيف ؟ ولماذا ؟  نقول هي عواطف زائدة عن حدها مما نتج عن انفلات جوهر الدين أي نقائه وصفائه مما أدى دخول المجتمع في نفق مظلم أو قل مسدود مما أحدثت صراعات دينية،فحينها يصطدم العقل مع الدين في طرح عدة أسئلة منها،إن الدين جاء ليهذب الناس والقضاء على المشاكل والمعوقات كيف لا يستطيع حلها الآن ؟ والذي لا يدرك ثقافة الدين من السهل عليه الانحراف ( الإلحاد )،أو التشدد ( التطرف ).
حيث الإنسان يعيش صراعاً بين الوهم والحقيقة وهاتان تربطهما علاقة دقيقة ، فيستوجب مراجعة الذات والبعد عن الشبهات ، وترك ما هو مُكلف على النفس،والبدء في التفكر السليم والتأمل،لا حفظ نصوص مبعثرة أو أقوال مجهولة الهوية.
من هنا ينطلق دور المثقف الديني ليبين للناس أسس مشاكلهم وإصلاحها ،بأن الدين جاء للتراحم والتلاحم والمودة والمحبة الإنسانية،وتعاون الناس فيما بينهم وترك البغض والكراهية.حيث إذا كانت الحياة صراع طوائف فكرية ودينية لا تستحق العيش فيها فلا تنهض الأمة ولا يستقيم الوطن.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *