غموض (كورونا) ودوخة الضنك!

Avatar

[COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR]

الفيروس الجديد (كورونا) لا يزال غامضاً حتى على منظمة الصحة العالمية التي استنفرت جهودها في العالم، وبالنسبة للمملكة فقد أودى حتى الآن بحياة 15 حالة من عدد 24 إصابة خلال 10 أشهر، طبقًا لتصريح معالي وزير الصحة وأجهزة الوزارة. نسأل الله تعالى للمتوفين الرحمة، وللمصابين تمام الشفاء العاجل وأن يجنب الجميع كل مكروه.
الوزارة أحسنت بتكثيف جهودها العلاجية والاستقصاء الوقائي، ونحمد لها أمرين أولهما: التواصل والتعاون مع المنظمات والجامعات البحثية في العالم وآخرها قبل يومين، حيث وصل إلى الرياض نخبة من خبراء متخصصين من جامعات ومنظمات وهيئات دولية ومن منظمة الصحة العالمية والتقوا الوزير الدكتور عبد الله الربيعة ومسؤولي الوزارة وبدأوا مهمتهم بالتعاون مع اللجنة العلمية للأمراض المعدية.
الأمر الثاني هو شفافية وزارة الصحة، فالحقيقة تساعد على التقييم الموضوعي والقرار الصحيح من مركز القرار في الوزارة وحتى آخر الدوائر التنفيذية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة، والجانب المهم أيضاً في الشفافية هو تأكيد المصداقية، وبالتالي سقوط أي تضخيم ومبالغة أو إشاعات جاهل أو مغرض، وما أدراك ما المبالغات والجهل وحمى الإشاعات على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل.
لكن في نفس الوقت، الشفافية في الإيجابيات والسلبيات والأخطاء لا تنفي أهمية النقد الموضوعي، خاصة إذا تعلّق بقضايا (دوختنا وحيّرتنا) منذ سنوات وإلى اليوم، مثل حمى الضنك ومكافحتها التي (شفطت) ملايين الريالات في مدينة مثل جدة دون جدوى تستحق، والمستشفيات شاهدة على ذلك علاوة على ما تعلنه الشؤون الصحية بين فترة وأخرى عن عدد الإصابات. أما الأسباب، فعند الأمانة الخبر اليقين عن بؤر البعوض ومستوطنات يرقاته، وانتشار تلك الحشرة الحاملة الناقلة للمرض، حيث لم يعد لها مجال جوي ولا أرضي محدد، وإنما تسرح وتمرح وتخرج لسانها وهي تهاجمنا (ليل نهار)، رغم إحصاءات الأمانة عن أطنان وأنواع المبيدات وعدد حملات المكافحة بالدخان والرش، والتوقيع بأنهم شرفوا ديارنا، والملصقات التي (تزيّن) الأبواب والجدران كدليل في وجه أي جاحد للمكافحة.
ومن المفارقات، أن وزارة الصحة وهي تستقبل قبل يومين وفد خبراء الفيروسات ومنها المدعو (كورونا) قرأنا في ذات اليوم خبرين، أولهما (طبقًا لصحيفة الوطن): أن تهمة التزوير والرشوة تلاحق قيادياً في أمانة جدة بشأن حمى الضنك، والخبر الثاني عن إصابة طلاب ومعلمين بها في أحد أحياء مكة المكرمة. وإذا رجعنا إلى الوراء ثلاثة أشهر فقط، نقرأ على لسان أمانة جدة بالتزامن مع تأكيد الشؤون الصحية بأن عدد المصابين بالضنك في مطلع العام الحالي بلغ (200) إصابة، أما الأهم فهو ما كشفته الأمانة حينها، بأنها تعكف على دراسات لمعرفة التغير في جين البعوض الناقل لحمى الضنك، ولا نعلم هل تمخض (جمل) الدراسات عن شيء يستحق أن تخبرنا به؟ أم أن (السر في بير).. فلا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم . حفظ الله الجميع.
كاتب وباحث أكاديمي
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *