[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عدي شربتلي [/COLOR][/ALIGN]

وضعت القلم بعد فراغي من الكتابة، بلا وقت محدد وبلا مناسبة يهوي القلم مريضاً يناجي أيا طبيب داويني. ذهبت به إلى محبرة الأقلام لكي أجد الدواء المناسب. ولكن بمساعدة النجار وضع حبر الموت مكان حبر الحياة. فأصبح القلم يرتعش ويحتضر حتى فارق رف مكتبتي. ولا أدري هل أقاضي تلك المحبرة التي جعلت من الطبيب نجاراً وجزاراً، أم أقاضي القلم على اختيار محبرة حتفه.؟
بالأمس القريب مات الطفل في غرفة العمليات على يد النجار. أراد من الطبيب أن يداوي جرحه فداهمه بمقص الرحيل. فأصبح العذر أقبح من الذنب ذاته. (خطأ طبي) يوقع عليه الموت كل فترة. يزاور نعشه بمسمى الخطأ وكأن الأرواح تجربة نمارسها حتى نكتشف الطبيب من النجار. نسايس الخطأ بلا عقوبة حتى نكتشف نفس الخطأ ولكن بشكل آخر من الموت وعلى جسدٍ آخر.
الطب مهنة انسانية ترافق المريض إلى عرس عافيته وبالطبع – هذا بفضل الله عز وجل –.إذن نحن نعاني من شح الإنسانية في حالة الخطأ الطبي، فنترك المريض على حافة الخطر ونضع العذر شماعة. نحن نحتاج أن نعاقب المخطئ ولو كان خطأً طبياً حتى يتسنى للطبيب التنبه للخطر وعدم محاولة اجراء أية عملية غير ناجحة أو التساهل مع المريض. لهذا يقول المثل العربي (من أمن العقوبة أساء الأدب). إن تعلم الطب ليست عملية حفظ للنص العلمي فقط. بل الطب الحقيقي هو التعامل السليم والرحيم مع المرضى. لهذا وجب على كل طبيب تقويم نفسه قبل تقويم غيره حتى لا يضر الأرواح ويهلكها بمسمى الخطأ لهذا قيل لأفلاطون : أي شيء أنفع للإنسان ؟ فقال : أن يعني بتقويم نفسه أكثر من عنايته بتقويم غيره. رحم الله الطفل – صلاح الدين بن عبد اللطيف جميل – وأسكنه فسيح جناته. فنحن بحاجة لحل هذه المعضلة التي تزايدت في الفترة الأخيرة وأتمنى من الله عز وجل بعدم التهاون في حلها من قبل الجهات المختصة سواء في المستشفيات الخاصة أو العامة أيضاً. فأرواح الناس غالية وثمينة.

Twitter : @Oudai_sh

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *